ارتفع زوج الدولار/الين (USD/JPY) يوم الإثنين خلال الجلسة الآسيوية متجهاً نحو مستوى 147.40 بعد أن خسر ما يقارب 1% في الجلسة السابقة. ومع ذلك، قد تظل المكاسب الإضافية محدودة مع تعزز قوة الين الياباني (JPY) إثر التصريحات المتشددة التي أدلى بها محافظ بنك اليابان كازوؤو أويدا في عطلة نهاية الأسبوع.
وفي كلمته خلال ندوة “جاكسون هول” الاقتصادية يوم السبت، عبّر أويدا عن تفاؤله بأن الظروف لرفع أسعار الفائدة المحتمل آخذة في التشكل تدريجياً. ووفقاً لتقرير وكالة رويترز، أشار أويدا إلى أن نمو الأجور لم يعد يقتصر على الشركات الكبرى فقط، بل بدأ يمتد إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة، وهو تطور تدعمه سوق العمل اليابانية المتشددة بشكل متزايد.
التضخم الأساسي فوق المستهدف يبقي بنك اليابان في الصورة
دعماً لهذا التحول المتشدد، أظهرت بيانات صدرت يوم الجمعة أن معدل التضخم الأساسي للمستهلكين في اليابان ظل فوق هدف البنك المركزي البالغ 2% لشهر آخر على التوالي. ورغم أن وتيرة التضخم تباطأت للشهر الثاني على التوالي، إلا أن مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي (CPI) – الذي يستبعد أسعار المواد الغذائية الطازجة المتقلبة – ارتفع بنسبة 3.1% على أساس سنوي في يوليو، متجاوزاً التوقعات المتوسطة البالغة 3.0%.
هذا المسار التضخمي، إلى جانب قوة نمو الأجور، يعزز التوقعات بأن بنك اليابان قد يبتعد عن سياسة التيسير النقدي المفرط في وقت لاحق من هذا العام، مما يشكل عاملاً داعماً إضافياً للين.
ميل الاحتياطي الفيدرالي للتيسير قد يضعف قوة الدولار
في الوقت نفسه، قد يواجه الدولار الأمريكي (USD) ضغوطاً جديدة، حيث ازدادت التوقعات بشأن خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي للفائدة في سبتمبر بعد تصريحات تميل للتيسير من رئيس الفيدرالي جيروم باول خلال نفس الحدث في “جاكسون هول”.
أقر باول بأن المخاطر على سوق العمل في ارتفاع، مع تأكيده في الوقت ذاته أن التضخم لا يزال يمثل مصدر قلق. لكنه شدد على أن القرارات المتعلقة بالسياسة النقدية ليست محددة مسبقاً، وأن المزيد من التشديد قد لا يكون ضرورياً، خصوصاً في ظل التقديرات غير المؤكدة حول مستوى التوظيف المستدام الأقصى.
الأسواق حالياً تسعّر احتمالية مرتفعة لخفض بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي القادم في سبتمبر، وهو ما قد يضعف قوة الدولار أكثر ويزيد الضغوط الهبوطية على زوج الدولار/الين.
التوقعات
رغم أن الزخم قصير المدى لزوج الدولار/الين يبقى صاعداً، فإن تلاقي إشارات التيسير من الفيدرالي مع نبرة بنك اليابان المتشددة يوحي بأن أي مكاسب إضافية قد تكون محدودة. من المحتمل أن يدخل الزوج مرحلة تماسك، أو يواجه مخاطر هبوطية إذا دعمت البيانات الاقتصادية الأمريكية هذا الأسبوع موقف الفيدرالي المتجه للتيسير، أو إذا صعّد صناع السياسات اليابانيون من توقعات رفع الفائدة.
