الدين الأمريكي: تحذيرات من أزمة شبيهة بقروض الطلاب

حذر جاريد برنستين، الرئيس السابق لمجلس المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض، من أن مسار الدين القومي الأمريكي أصبح يشبه بشكل متزايد أزمة القروض الطلابية، مشيراً إلى مخاطر اقتصادية متصاعدة قد تهدد الاقتصاد الأمريكي والأسواق العالمية.

من التهاون إلى التحذير: تحول في موقف برنستين

لطالما اعتبر برنستين من “الحمائم” فيما يتعلق بعجز الموازنة، حيث كان يرى السياسات التقشفية أكثر ضرراً من نفعها. لكن حالياً، يرى أن الحسابات المالية للحكومة الأمريكية دخلت منطقة الخطر. ويشبه برنستين ذلك بالخريج الذي تصبح أقساط لديونه أكبر من نمو دخله، موضحاً أن اقتصاد أمريكا يمر بذات المرحلة الحرجة.

التشابه مع أزمة قروض الطلاب

شهدت أزمة قروض الطلاب في الولايات المتحدة زيادة عدد المقترضين من 21 مليوناً عام 2000 إلى 45 مليوناً عام 2020، وارتفاع الدين من 387 مليار دولار إلى 1.8 تريليون دولار، مع تفشي التأخير في السداد وتزايد مشكلات الائتمان.

وبحسب برنستين، فإن تكاليف خدمة الدين الحكومي الأمريكي باتت تنمو بنفس سرعة أو أسرع من نمو الناتج المحلي الإجمالي، وهي نقطة تحول خطيرة، خاصة بعد الإنفاق الهائل في فترة الجائحة وارتفاع مستويات التضخم وأسعار الفائدة.

أثر سياسات ترامب: الرسوم الجمركية وتخفيض الضرائب

يلفت برنستين إلى أن السياسات التي اعتمدتها إدارة ترامب، وخاصة فرض الرسوم الجمركية وتخفيض الضرائب، ساهمت في إبطاء وتيرة النمو ورفع التضخم، ما تسبب بدوره في زيادة تكاليف خدمة الدين الفدرالي. وفي الوقت نفسه، أدت التخفيضات الضريبية إلى تفاقم عجز الموازنة.

التبعات: تضخم النفقات وتفاقم العجز

تجاوزت فوائد الدين الأمريكي الإنفاق الحكومي على برامج مثل Medicare والدفاع. ويتوقع أن ترتفع مدفوعات الفوائد في 2025 إلى تريليون دولار سنوياً، لتصبح ثاني أكبر بند في ميزانية الحكومة بعد الضمان الاجتماعي. ويؤكد تحليل بنك غولدمان ساكس أن المسار الحالي غير مستدام مع ارتفاع العجز والمعدلات الحقيقية.

قراءة وتحليل اقتصادي

من وجهة نظر اقتصادية، هناك ثلاثة مخاطر أساسية:

• ارتفاع تكاليف خدمة الدين: سيقلص الإنفاق على قطاعات أساسية كالصحة والتعليم.
• خطر أزمة مالية: قد تؤدي فقدان الثقة في السندات الأمريكية إلى ارتفاع العوائد ومخاطر أكبر.
• التحدي السياسي: يدعو برنستين إلى وضع حلول تلقائية يمكن تفعيلها فوراً عند حدوث أزمات الديون.

ويختم برنستين بأن تجاهل هذا التحول الجديد في واقع الدين الأمريكي يحمل مخاطر غير مسبوقة للاقتصاد والأسواق.