في الاتفاق النووي (برجام) وقرار مجلس الأمن 2231، إذا أبلغت إحدى “الدول المشاركة” عن عدم التزام جوهري، يجب على المجلس أن يصوّت خلال 30 يوماً على “استمرار تعليق العقوبات”. وبما أنّ أي عضو دائم يمكنه استخدام حق النقض (الفيتو)، فإن عدم صدور قرار باستمرار التعليق يعني عملياً عودة العقوبات السابقة بشكل تلقائي. وتشمل هذه العودة أحكاماً رئيسية حول القيود التسليحية، البرنامج الصاروخي، تجميد الأصول والقيود المرتبطة بها.
الاقتصاد الكلي
عودة الشرعية الدولية للعقوبات—even إذا واصلت بعض القوى الكبرى مثل الصين التعامل البراغماتي—تزيد من المخاطر القانونية والتأمينية وترفع كلفة التبادلات. في التجارب السابقة، ارتبطت الضغوط بالعقوبات بانخفاض إنتاج/تصدير النفط، نمو سلبي، تضخم مرتفع وتراجع قيمة العملة الوطنية.
النفط والغاز
لم تفرض عقوبات مجلس الأمن سابقاً “حظراً عالمياً على بيع النفط”، لكن عودتها قد تصعّب التأمين، التحويلات المالية، الشحن والمخاطر الثانوية، ما يدفع المشترين المتحفظين—خصوصاً غير الصينيين—إلى التراجع. بين 2022 و2024 ورغم العقوبات الأميركية، ارتفعت صادرات إيران إلى الصين، لكن Snapback قد يربك هذا المسار أو يفرض خصومات إضافية.
الدولار والذهب
سوق الصرف غير الرسمي حساس للغاية. تقارير هذا الأسبوع تحدثت عن تجاوز السعر الحر نحو مليون ريال مقابل الدولار. الصدمة التوقعية الناتجة عن Snapback قد تعزز الضغوط على العملة وتدفع أسعار الذهب/السكّة إلى الأعلى بحكم ارتباطها المباشر بالدولار الحر.
البنوك والتجارة الخارجية
حتى لو استمرت بعض المبادلات “غير الدولارية”، سترتفع مخاطر الامتثال والتأمين البحري، ما يجعل المصارف والشركات الدولية أكثر تحفظاً. (النمط السابق 2018–2019: انكماش التجارة، انخفاض الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ارتفاع كلفة التحويلات).
الهجرة والسفر الخارجي
التجارب السابقة تظهر أن موجات التضخم/العملة تزيد الرغبة في الهجرة الدراسية/العملية والسفر الخارجي لتحويل المدخرات. في المقابل، القيود على التأشيرات لبعض الأفراد واضطراب المسارات الجوية/قطع الغيار قد تجعل السفر أكثر كلفة. (البعد التأشيري يرتبط أساساً بقرارات الدول وليس بنص القرار 2231).
سوق المال والعقار المحلي
عادةً ما تتجه السيولة في الصدمات التحريمية/العملات نحو الأصول “الريالية المحمية نسبياً من التضخم” مثل الأسهم الدولارية، السلع، الذهب والأراضي. لكن عدم اليقين التنظيمي وتراجع نشاط الشركات قد يضعف السيولة. (استنتاج على أساس أعوام 2018–2020 وتجارب العقوبات).
السيناريو B: “صفقة مؤقتة” خلال نافذة الثلاثين يوماً
المعنى المحتمل: خفض تكتيكي لمستوى التخصيب/المخزون، عودة جزئية لرقابة الوكالة الدولية وتعليق تهديد Snapback؛ بالمقابل، بعض التخفيف المحدود في العقوبات الثانوية أو قنوات مالية إنسانية. النتيجة: تنفّس قصير في سوق الصرف وتيرة التضخم، لكنه هش ومشروط باستمرار الخطوات الفنية/التحقق.
السيناريو C: “سحب الملف حتى عتبة 18 تشرين الأول”
مع محاولات معارضي Snapback مثل روسيا/الصين لتمديد التعليق ستة أشهر، قد تتشكل حالة غموض قانوني؛ هذا الغموض قد يدفع المستثمرين والمصارف للتحفظ ويمنع خفضاً مستداماً للمخاطر.
الارتباط بالاتفاق النووي ونقاطه الأساسية
برجام حدّد قيوداً تقنية (مستوى/حجم التخصيب، أجهزة الطرد المركزي، البحث والتطوير) ورقابة موسعة للوكالة الدولية. وأكد قرار 2231 ذلك، مع “قناة شراء” وجدول “غروب” (Sunset).
بعض القيود التسليحية/الصاروخية وفق جدول الغروب انتهت أو تغيرت سابقاً؛ وأوروبا منذ 2023 قررت الحفاظ على جزء من عقوباتها. تفعيل Snapback الآن قد يعيد قسماً واسعاً من بنية العقوبات الأممية السابقة.
مخاطر الحرب والأمن الإقليمي (سيناريوهات محتملة فقط)
دورة التوتر الإيراني–الإسرائيلي: حرب الـ12 يوماً والهجمات على مواقع نووية في حزيران 2025 رفعت مستوى عدم اليقين. Snapback يمكن أن يُفهم كأداة دبلوماسية أو وقود للتصعيد. مسارات التصعيد: هجمات سيبرانية/طائرات مسيرة، ضربات بالوكالة في سوريا/العراق/اليمن، أو اشتباكات بحرية محدودة. مخاطر قفزة أسعار النفط مطروحة إذا تعطلت هرمز أو البنى التحتية للطاقة.
حسابات القوى الكبرى: موقف روسيا/الصين (بما فيها مساعي التمديد) ودور أميركا/أوروبا في تشديد تنفيذ العقوبات يؤثر في نطاق التوتر.
التداعيات القطاعية—خريطة احتمالات
الاقتصاد الكلي
Snapback كامل: تراجع الثقة وارتفاع المخاطر → ضغط على النمو، زيادة كلفة التجارة، احتمال تصاعد التضخم.
تعليق/اتفاق مؤقت: هدوء مؤقت في سوق الصرف والتوقعات؛ هشاشة عالية وحساسية للأخبار من الوكالة/المجلس.
النفط والغاز
Snapback كامل: صعوبة أكبر في التأمين/الشحن/التسويات؛ احتمال تراجع الصادرات أو زيادة الخصومات؛ حساسية المشترين الآسيويين.
تعليق/اتفاق مؤقت: استقرار نسبي في التدفقات الحالية، لكن المخاطر القانونية تبقى قائمة.
الدولار والذهب (السوق غير الرسمي)
Snapback كامل: زيادة الطلب على الملاذ (دولار/سكّة)، قفزات مؤقتة.
تعليق/اتفاق مؤقت: تراجع نسبي للضغط لكن بسقف سعري أعلى بسبب المخاطر البنيوية.
البنوك، التجارة والشركات
Snapback كامل: تسارع في خروج/تعليق الشركاء المتحفظين، زيادة كلفة الامتثال والتأمين البحري.
تعليق/اتفاق مؤقت: استمرار القنوات الحالية، لكن استثمارات جديدة جادة غير مرجحة.
الهجرة والسفر
Snapback كامل: احتمال نمو طلب الهجرة/الدراسة بالخارج بسبب الآفاق غير المستقرة؛ ارتفاع كلفة السفر بسبب التأمين/الرحلات/المدفوعات؛ وعلى المستوى الوطني العقوبات الأممية تستهدف كيانات محددة لا عموم المواطنين.
تعليق/اتفاق مؤقت: تراجع نسبي في الضغط النفسي، لكن انفراجات تأشيرية كبيرة غير متوقعة.
ما الذي يجب مراقبته؟ (نقاط القرار الأساسية)
النص/التوقيت الدقيق للرسائل الأوروبية ومسار الثلاثين يوماً في مجلس الأمن.
مستوى تعاون إيران مع الوكالة (التفتيش/الوصول) خلال هذه الفترة.
سلوك المشترين الآسيويين لنفط إيران، معدلات تأمين الناقلات ومؤشرات الشحن.
إشارات التوتر الميداني في الجبهات بالوكالة/البحرية.
أسعار الدولار/السكّة في السوق الحر والفجوة مع الأسعار الرسمية/نظام “نيما” كمؤشر للتوقعات.
الخلاصة
كخبير في الشؤون السياسية، الصورة السائدة اليوم مزدوجة: إما أن يعيد Snapback خلال 30 يوماً بنية العقوبات الأممية ويزيد المخاطر الاقتصادية/الأمنية؛ أو أن يؤدي توقف تقني قابل للتحقق في التخصيب ورقابة الوكالة إلى فتح نافذة—قد تكون قصيرة—لتخفيف الضغط. كلا المسارين هش ويرتبط بسلوك اللاعبين الرئيسيين والإشارات الميدانية.