شهد قطاع التكنولوجيا الأوروبي هذا الأسبوع موجة من التفاؤل مع ثلاثة إنجازات رئيسية: الاكتتاب العام البارز لشركة Klarna في نيويورك، واستثمار ASML في شركة الذكاء الاصطناعي الفرنسية الناشئة Mistral، وبيع الأسهم الثانوية لشركة ElevenLabs ما ضاعف تقييمها.
شركة Klarna السويدية للتكنولوجيا المالية، التي كانت أكثر الشركات الناشئة قيمة في أوروبا قبل انهيارها في 2022، عادت إلى السوق يوم الخميس بإغلاق الأسهم عند 45.82 دولار، مما منحها تقييمًا يزيد عن 17 مليار دولار. قبل ذلك بيوم، أكدت شركة تصنيع الرقائق الهولندية ASML أنها تقود جولة Series C لشركة Mistral بقيمة 1.7 مليار يورو عند تقييم 11.7 مليار يورو (13.7 مليار دولار)، أي أكثر من ضعف القيمة العام الماضي. وفي يوم الثلاثاء، أعلنت شركة ElevenLabs الناشئة في لندن المتخصصة في الذكاء الاصطناعي الصوتي عن بيع ثانوي للأسهم بتقييم 6.6 مليار دولار.
الزخم يتصاعد بعد النكسات
على مدار العقد الماضي، واجهت أوروبا صعوبة في تحقيق نفس مستوى الابتكارات التكنولوجية كالولايات المتحدة وآسيا. الأزمات المتكررة — من انهيار 2008 إلى صدمة التضخم في 2022 بعد غزو روسيا لأوكرانيا — أثرت بشدة على الشركات الناشئة كثيفة رأس المال. وشهدت Klarna نفسها انهيار تقييمها بنسبة 85% في 2022.
الآن، يرى المستثمرون موجة جديدة تتشكل، مدفوعة بالذكاء الاصطناعي التوليدي ونظام بيئي أكثر نضجًا. وقال سورانغا تشاندراتيلاك، شريك في Balderton Capital: “في الوقت الحالي، تقاطع فرصة تكنولوجية ضخمة … مع الوصول إلى رأس المال يؤدي إلى ظهور عدد هائل من الشركات التي تحدد القطاع”.
أوروبا مقابل الولايات المتحدة
يقول أصحاب رؤوس الأموال المغامرة إن التكنولوجيا الأوروبية ما زالت جذابة من حيث التسعير. وأفاد تقرير “حالة التكنولوجيا الأوروبية” لشركة Atomico أن النظام البيئي قُدّر بـ 3 تريليونات دولار العام الماضي، مع توقع وصوله إلى 8 تريليونات دولار بحلول 2034 — ومع ذلك، لا تزال الشركات الأمريكية الكبرى تتفوق عليه بقيمة إجمالية تتجاوز 20 تريليون دولار.
وقال جان هامر من Index Ventures: “قبل عشر سنوات، لم يكن هناك أي شركة ناشئة أوروبية تُقدّر قيمتها بأكثر من 50 مليار دولار؛ اليوم، هناك عدة شركات”.
ويعتبر بعض المستثمرين أوروبا أيضًا سوقًا ملاذًا آمنًا وسط التوترات التجارية وقيود رأس المال الأمريكية. وقالت آمي ناويكواس من Anthemis: “التغيرات الاقتصادية الكلية دائمًا ما تُفضّل الاضطرابات الريادية في المراحل المبكرة”.
التحديات المقبلة
على الرغم من الزخم المتجدد، لا تزال هناك حواجز هيكلية. البيئة التنظيمية المتجزئة في أوروبا تعقد عمليات التوسع، وتخصيص صناديق المعاشات لرأس المال المغامر لا يزال متأخرًا عن المستويات الأمريكية.
تهدف مبادرات مثل “EU Inc.” — التي تقترح إطارًا قانونيًا أوروبيًا موحدًا لتبسيط القوانين عبر الحدود — إلى معالجة هذه القضايا.
وقال بيد مور من Antler: “أوروبا في حالة نفسية سيئة في الوقت الحالي لأسباب واضحة، لكن … المؤسسون متحمسون لحاجة أوروبا إلى أن تكون أكثر اعتمادًا على نفسها”.
