تراجع الذهب (XAU/USD) في بداية الأسبوع بنحو 3% ليصل إلى حوالي 3985 دولارًا، مسجلاً أدنى مستوى له في أسبوعين، مع تحسّن شهية المخاطرة التي قلّلت الطلب على أصول الملاذ الآمن. ويواصل المعدن الثمين تراجعه من أعلى مستوى قياسي سجّله الأسبوع الماضي عند 4381 دولارًا، مع تسارع عمليات جني الأرباح وسط مؤشرات على تقدم في محادثات التجارة العالمية.
تحسّن شهية المخاطرة يضغط على أصول الملاذ الآمن
تعزّز التفاؤل في الأسواق العالمية بعد تقارير أفادت بأن الولايات المتحدة والصين توصلتا إلى إطار تجاري مبدئي خلال عطلة نهاية الأسبوع، ما يمهد الطريق لمزيد من المفاوضات قبل اجتماع يوم الخميس بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ.
بالإضافة إلى ذلك، وقّع ترامب اتفاقيات تعاون تجاري منفصلة مع ماليزيا وتايلاند وفيتنام وكمبوديا، مما يعزز بيئة تجارية أكثر إيجابية في آسيا.
ورغم تحسّن شهية المخاطرة، لا يزال المستثمرون حذرين مع تركيز الأنظار على سلسلة اجتماعات مهمة للبنوك المركزية هذا الأسبوع، بما في ذلك الاحتياطي الفيدرالي (Fed) وبنك كندا (BoC) وبنك اليابان (BoJ) والبنك المركزي الأوروبي (ECB). ورغم أن التفاؤل التجاري يوفر بعض الارتياح قصير الأمد، فإن حالة عدم اليقين المستمرة حول سياسة ترامب التجارية وإغلاق الحكومة الأمريكية المستمر ما زالت تشكل مخاطر هبوطية على معنويات السوق.
التقدم في التجارة بين الولايات المتحدة والصين وإغلاق الحكومة يتصدران العناوين
وفقًا لتصريحات كبار المفاوضين، اتفقت الولايات المتحدة والصين على عناصر أساسية في إطار تجاري، بما في ذلك تمديد محتمل للهدنة الجمركية الحالية، والتعاون في مكافحة الفنتانيل، واتفاقيات تتعلق بالتجارة الزراعية وضوابط التصدير ورسوم الشحن.
وأكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن الصين ستؤجل القيود الجديدة على صادرات المعادن النادرة لمدة عام، وستلتزم بعمليات شراء “كبيرة” لفول الصويا الأمريكي. وأضاف أن تهديد فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على البضائع الصينية أصبح الآن “خارج الطاولة فعليًا”، مما يمهد الطريق لاجتماع مثمر بين ترامب وشي في قمة أبيك هذا الأسبوع في كوريا الجنوبية.
وفي الوقت نفسه، دخل إغلاق الحكومة الأمريكية يومه السابع والعشرين دون حل يلوح في الأفق. وقد ترك هذا الجمود—وهو من أطول حالات الإغلاق في تاريخ الولايات المتحدة—أكثر من 700 ألف موظف اتحادي في إجازة أو يعملون دون أجر. وحذّرت وزارة الزراعة من أن برامج المساعدات الغذائية الرئيسية، بما في ذلك SNAP وWIC، قد تتوقف اعتبارًا من الأول من نوفمبر إذا لم تتم إعادة التمويل.
الأسواق تتوقع خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي مع تراجع التضخم
على صعيد السياسة النقدية، يسعّر المتداولون تقريبًا بشكل كامل خفضًا جديدًا للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقرر في 29–30 أكتوبر، وفقًا لأداة CME FedWatch التي تُظهر احتمالًا بنسبة 96.7%.
كما تتوقع الأسواق خفضًا إضافيًا في ديسمبر، بعد أن عززت بيانات التضخم الضعيفة لشهر سبتمبر التوقعات بمزيد من التيسير. وعادة ما تؤدي أسعار الفائدة المنخفضة إلى زيادة جاذبية الأصول التي لا تدر عائدًا مثل الذهب، من خلال تقليل تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بها.
النظرة الفنية: XAU/USD يظل ضعيفًا دون مستوى 4100 دولار
يواصل الذهب مواجهة ضغوط بيعية مع صعوبة تجاوز المستوى النفسي الرئيسي عند 4000 دولار. ولا يزال المعدن يتداول دون متوسطيه المتحركين البسيطين لـ50 و100 فترة عند 4187 و4107 دولارًا على التوالي، مما يشير إلى أن السيطرة لا تزال بيد البائعين.
يقع الدعم الفوري بالقرب من 4000 دولار، حيث قد يحاول المشترون تثبيت الأسعار، لكن الزخم يبقى ضعيفًا. وكسر واضح دون هذا المستوى قد يفتح الباب أمام مزيد من الانخفاض نحو 3950 و3900 دولار. أما من جهة المقاومة، فيُلاحظ وجود مقاومة أولية بين 4100 و4150 دولارًا، يليها حاجز أقوى قرب 4200 دولار، وهو مستوى الاختراق السابق الذي قد يجذب اهتمام البائعين مجددًا.
مؤشر القوة النسبية (RSI) يتمركز حول 37، قريبًا من منطقة التشبع البيعي، مما يشير إلى أن الزخم الهبوطي لا يزال مسيطرًا على المدى القصير.
