ارتفعت القيمة السوقية للذهب لتتجاوز 30 تريليون دولار للمرة الأولى في التاريخ، مما يرسخ مكانته كأكبر وأغلى أصل في العالم. في الوقت نفسه، شهد Bitcoin (BTC) تراجعًا حادًا خلال الأيام الأخيرة، مما زاد الفجوة بين المنافسين على الملاذ الآمن.
الذهب يعزز هيمنته كأكبر أصل عالمي
وفقًا لبيانات من Companies Market Cap، ارتفعت قيمة الذهب بنسبة 1.49% خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، حيث بلغ سعره الفوري 4,369 دولارًا. هذا الارتفاع دفع القيمة السوقية الإجمالية للذهب لتتجاوز 30 تريليون دولار لأول مرة على الإطلاق — متفوقًا على جميع فئات الأصول الأخرى بفارق كبير.
حاليًا، تحتل NVIDIA المرتبة الثانية بقيمة سوقية تبلغ 4.4 تريليون دولار، تليها Microsoft بقيمة 3.8 تريليون دولار وApple بقيمة 3.6 تريليون دولار. أما الفضة فتتخلف كثيرًا عن نظيرتها المعدنية، حيث تبلغ قيمتها السوقية 2.9 تريليون دولار.
يعكس الصعود السريع للذهب جاذبيته المتجددة كأصل ملاذ آمن، لا سيما في ظل تقلبات الأسواق العالمية، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، ومخاوف التضخم الناتج عن النزاع التجاري المستمر بين الولايات المتحدة والصين.
Bitcoin يتراجع مع ضعف معنويات سوق العملات الرقمية
شهد Bitcoin، المصنف في المرتبة الثامنة بين الأصول العالمية، تراجعًا في قيمته السوقية إلى 2.15 تريليون دولار، بانخفاض يزيد عن 200 مليار دولار منذ 10 أكتوبر. جاء هذا التراجع بعد سلسلة من تصفيات سوق العملات الرقمية التي قضت على نحو 19 مليار دولار من المراكز الممولة بالرافعة المالية.
على الرغم من أن Bitcoin سجل مؤخرًا مستوى قياسيًا جديدًا (ATH) فوق 126,000 دولار، فقد واجه صعوبة في الحفاظ على الزخم. حتى 17 أكتوبر، يتداول BTC قرب 105,834 دولارًا، بانخفاض 4.5% خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، ويستقر فوق المستوى النفسي الرئيسي البالغ 100,000 دولار.
يأتي هذا الانخفاض رغم أن سعر Bitcoin ارتفع بنسبة 57.3% منذ بداية العام، مقارنةً بارتفاع الذهب بنحو 60% خلال نفس الفترة — وهي حالة نادرة يتفوق فيها المعدن النفيس على الأصل الرقمي من حيث العوائد السنوية.
ديناميكيات الملاذ الآمن تتحول نحو الذهب
الفجوة المتسعة بين الذهب وBitcoin تؤكد النقاش المستمر حول أي الأصول يمثل الملاذ الآمن الحقيقي في أوقات الضغط الاقتصادي. يتجه المستثمرون نحو الذهب مع تصاعد حرب التجارة التي تقودها إدارة ترامب مع الصين، مما يزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية.
في الوقت نفسه، يبرز وضع الذهب كأصل ذا قيمة ثابتة منذ قرون بالمقارنة مع تقلب Bitcoin وسمعته المضاربية. ومع عودة رأس المال إلى التحوطات التقليدية، ازدادت ارتباطات Bitcoin بالأصول المحفوفة بالمخاطر، مما يجعله أكثر عرضة لعمليات البيع المرتبطة بالعوامل الاقتصادية الكلية.
هل يمكن لBitcoin اللحاق بسيطرة الذهب؟
في نهاية 2024، توقعت Cathie Wood، الرئيس التنفيذي لشركة ARK Invest، أن Bitcoin قد يتجاوز يومًا ما القيمة السوقية للذهب، مشيرة إلى تفوقه في قابلية النقل والشفافية وإمكانات الاعتماد. في ذلك الوقت، كانت القيمة السوقية لـ BTC حوالى 2 تريليون دولار، بينما كانت قيمة الذهب حوالي 15 تريليون دولار.
منذ ذلك الحين، تضاعفت القيمة السوقية للذهب، بينما بقيت قيمة Bitcoin مستقرة نسبيًا، متذبذبة بين 2 تريليون و2.5 تريليون دولار.
توقع محللون في Deutsche Bank مؤخرًا أن البنوك المركزية قد تبدأ في تراكم Bitcoin بحلول عام 2030، وهو ما قد يعزز قيمته العالمية بشكل كبير. ومع ذلك، تشير البيانات الحالية إلى أن Bitcoin لا يزال متأخرًا في سباق التفوق كملاذ آمن.
قال أحد استراتيجيي السوق: “يستمر الذهب في الهيمنة كتحوط أساسي في ظل ارتفاع المخاطر الجيوسياسية والتضخمية. لا يزال لدى Bitcoin إمكانات طويلة الأجل — لكنه لم يثبت بعد أنه يمكن أن يحل محل الذهب كأهم مخزن للقيمة في العالم.”
