الذهب (XAU/USD) يستقر قرب مستوى قياسي جديد تم الوصول إليه خلال التداولات الآسيوية يوم الثلاثاء، حيث يتوقف المشترون مؤقتاً بسبب ظروف الشراء المفرط والمزاج الحذر قبل خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول. كما أن النبرة الإيجابية في أسواق الأسهم تؤثر بشكل طفيف على الطلب على الملاذات الآمنة. ومع ذلك، فإن التوقعات المتساهلة للاحتياطي الفيدرالي والمخاطر الجيوسياسية المستمرة توفر دعماً قوياً للذهب.
توقعات تخفيف السياسة النقدية تدعم الذهب
قدم الاحتياطي الفيدرالي أول خفض لسعر الفائدة منذ ديسمبر الأسبوع الماضي وأشار إلى احتمال خفضين إضافيين هذا العام، مستنداً إلى ظروف سوق العمل الأكثر مرونة. وقد عزز هذا التحرك التوقعات بمزيد من التيسير النقدي، مع مراهنة الأسواق على أن سعر الفائدة قد ينخفض إلى أقل من 3٪ بحلول نهاية 2026.
وقد أدى ذلك إلى تقييد الزخم الصعودي للدولار الأمريكي، الذي تراجع خلال الليل من أعلى مستوى له في أسبوع، ما أضاف دعماً للذهب.
المخاطر الجيوسياسية تدعم الطلب على الملاذات الآمنة
تظل التوترات الجيوسياسية أيضاً عاملاً رئيسياً لتحرك XAU/USD. فقد تصاعدت المعارك بين روسيا وأوكرانيا، حيث تتبادل الجانبان الاتهامات بشن ضربات طائرات مسيرة مميتة على مناطق مدنية. واتهمت دول حلف شمال الأطلسي إستونيا وبولندا ورومانيا روسيا بانتهاك المجال الجوي بشكل متكرر—وهي ادعاءات تنفيها موسكو.
في الشرق الأوسط، تصاعد الصراع بعد أن أطلقت حركة حماس عدة صواريخ على إسرائيل وسط العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في غزة. وتواصل حالة عدم اليقين المرتفعة دفع تدفقات الملاذ الآمن إلى الذهب.
النظرة الفنية: التماسك فوق 3,700 دولار
من منظور فني، فإن الاختراق والإغلاق اليومي فوق 3,700 دولار يعزز النظرة الصعودية. ورغم أن مؤشر القوة النسبية اليومي (RSI) يظهر ظروف شراء مفرط للغاية، فإن الاتجاه الصاعد الأوسع لا يزال مستمراً.
يقع الدعم الفوري في منطقة 3,726–3,725 دولار، يليه المستوى النفسي عند 3,700 دولار. وقد يكشف تراجع أعمق عن منطقة 3,686–3,685 دولار، مع استهداف اختراق حاسم لمنطقة 3,651–3,650 دولار. وأي تحرك مستمر دون هذا الأخير سيشير إلى احتمال نفاد الزخم الصعودي ويفتح الباب لتصحيح أكثر حدة.
على الجانب الصعودي، يبقى إعادة اختبار القمة القياسية محتملة إذا عززت تصريحات باول توقعات السوق بتخفيف أسرع من الاحتياطي الفيدرالي.