انخفض الجنيه الإسترليني (GBP) بشكل حاد مقابل الين الياباني (JPY) يوم الثلاثاء، مع تعزيز الين لمكاسبه على نطاق واسع أمام العملات الرئيسية، بعد أن تعافى من خسائر حديثة ناجمة عن حالة عدم اليقين السياسي والمالي في اليابان. وفي وقت كتابة هذا التقرير، يتداول زوج GBP/JPY قرب مستوى 201.70، منخفضاً بنحو 1% خلال اليوم، ومقترباً من أدنى مستوى له في أسبوعين.
الين يقوى وسط إشارات على تدخل محتمل
وجد الين دعماً متجدداً بعد أن حثّ وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت طوكيو على الحفاظ على “صياغة وسياسة نقدية سليمة وتواصل فعال” خلال مناقشاته مع وزير المالية الياباني ساتسوكي كاتاياما في طوكيو.
وأشار بيسنت إلى أن المشهد الاقتصادي في اليابان قد تغيّر بشكل كبير منذ عهد “آبينوميكس”، داعياً صناع القرار إلى مواءمة موقفهم السياسي مع الأساسيات الحالية وتجنب “التقلبات المفرطة في سعر الصرف”.
كما تبنى وزير الاقتصاد الياباني مينورو كيوشي لهجة متوازنة في وقت سابق من اليوم، معترفاً بمزايا وضعف العملة المحلية في آن واحد. وقال إن انخفاض قيمة الين “يعزز أرباح المصدّرين والاستثمار المحلي”، لكنه في المقابل “يرفع تكاليف الواردات ويقلل القوة الشرائية للأسر والشركات الصغيرة”. وشدد كيوشي على أن “تحركات أسعار الصرف يجب أن تعكس الأساسيات وأن تبقى مستقرة”، مؤكداً تركيز الحكومة على تجنب “التقلبات السريعة قصيرة الأجل” في أسعار الصرف للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي.
تفاؤل تجاري يعزز زخم الين
على صعيد آخر، التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايشي في طوكيو يوم الثلاثاء لإجراء محادثات ثنائية ركزت على التجارة والأمن الاقتصادي. وأعلن الجانبان عن اتفاق جديد بشأن المعادن النادرة والمهمة يهدف إلى تعزيز سلاسل الإمداد وتقليل الاعتماد على الصين. كما تعهدت اليابان بتوسيع وارداتها من المنتجات الزراعية والمركبات الأمريكية، في إشارة إلى تعزيز التعاون التجاري بين الحليفين.
التركيز يتجه نحو سياسات BoJ وBoE
يتحول اهتمام المستثمرين الآن إلى قرار السياسة النقدية لبنك اليابان (BoJ) المنتظر يوم الخميس. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبقي البنك المركزي على سعر الفائدة المرجعي عند 0.50%، إلا أن الأسواق ستتابع عن كثب تصريحات المحافظ كازو أويدا بحثاً عن أي تلميحات لتعديلات محتملة في السياسة قبل نهاية العام.
وفي المملكة المتحدة، يتجه التركيز نحو اجتماع بنك إنجلترا (BoE) المقرر في 6 نوفمبر. وأظهر استطلاع أجرته رويترز يوم الثلاثاء أن البنك من المرجح أن يُبقي أسعار الفائدة عند 4.00% حتى نهاية عام 2025 قبل أن يبدأ بخفضها في أوائل عام 2026.
وأظهر الاستطلاع أن 34 من أصل 63 خبيراً اقتصادياً يتوقعون عدم حدوث أي تغيير هذا الربع، بينما يتوقع 29 خبيراً خفضاً واحداً في الفائدة. ومن المتوقع أن ينخفض التضخم إلى 3.6% هذا الربع، وأن يبلغ متوسطه 2.5% في عام 2026 و2.1% في عام 2027، مع ترجيح تراجع أسعار الفائدة إلى 3.75% بحلول مارس و3.50% بحلول منتصف 2026.
