يبقى الدولار الأمريكي متماسكاً في تداولات منتصف الأسبوع، فيما يوازن المستثمرون حالة عدم اليقين السياسي المحيطة بالمواجهة المستمرة بين الرئيس دونالد ترامب والاحتياطي الفيدرالي. النشاط في الأسواق بدا فاتراً خلال جلسات صباح الأربعاء، في ظل غياب بيانات اقتصادية رئيسية، إلا أن الأنظار تتجه إلى مزاد سندات الخزانة الأمريكية لأجل خمس سنوات لاحقاً خلال اليوم.
ترامب ضد الفيدرالي: معركة قانونية تلوح في الأفق
من المقرر أن تتقدم ليزا كوك، عضو مجلس محافظي الفيدرالي، بدعوى قضائية للطعن في قرار إقالتها من قبل الرئيس ترامب. وخلال اجتماع لمجلس الوزراء يوم الثلاثاء، جدد الرئيس تأكيده استعداده للالتزام بأي حكم قضائي، لكنه قلل من تأثير تحدي كوك. كما أشار إلى أن البديل قد تم تحديده بالفعل، مشدداً على أن الفيدرالي سيحظى قريباً بأغلبية تميل نحو خفض أسعار الفائدة—موقف قد يضغط على التوقعات طويلة الأجل للسياسة النقدية.
البيانات الأمريكية: ثقة المستهلك تتراجع
انخفض مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن Conference Board إلى 97.4 في أغسطس، بعد أن سجل 98.7 في يوليو. وتراجع مؤشر الأوضاع الحالية إلى 131.2، فيما هبط مؤشر التوقعات إلى 74.8، ما يعكس ضعفاً في المعنويات المتعلقة بالدخل، والتوظيف، والنشاط الاقتصادي بشكل عام. وعلى الرغم من هذا التراجع الطفيف يوم الثلاثاء، فإن مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) يتداول بثبات بالقرب من 98.50 خلال صباح الجلسة الأوروبية.
كندا: بنك كندا يثبت موقفه
أكد محافظ بنك كندا تيف ماكلم في وقت متأخر من الثلاثاء أن البنك المركزي لا يعتزم مراجعة هدف التضخم عند 2%. وأشار إلى أن استمرار حالة عدم اليقين التجاري وتغير السياسات الجمركية الأمريكية يشكلان مخاطر على الاستقرار. ويواصل زوج USD/CAD التداول في نطاق ضيق أسفل 1.3850 بعد خسائر محدودة في وقت سابق من الأسبوع.
أستراليا: التضخم يفاجئ بارتفاع قوي
أظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الأسترالي أن مؤشر أسعار المستهلكين السنوي ارتفع بنسبة 2.8% في يوليو، متجاوزاً التوقعات البالغة 2.3% وبشكل حاد فوق مستوى يونيو البالغ 1.9%. وقد قفز الدولار الأسترالي في البداية فوق 0.6500، لكنه تراجع لاحقاً، مع تداول زوج AUD/USD مؤخراً قرب 0.6480.
أوروبا: الثقة تتراجع والسياسة تضغط على اليورو
تدهورت ثقة المستهلك الألماني، حيث انخفض مؤشر GfK إلى -23.6 لشهر سبتمبر، مخالفاً التوقعات. وفي فرنسا، تصاعدت حالة عدم اليقين السياسي بعد إعلان رئيس الوزراء فرانسوا بايرو عن تصويت بحجب الثقة في 8 سبتمبر. ويعود الخلاف إلى مشروع ميزانية 2026، الذي يستهدف خفض 44 مليار يورو من الإنفاق الحكومي. ولا يزال زوج EUR/USD تحت الضغط، متراجعاً نحو مستوى 1.1600.
المملكة المتحدة واليابان: العملات تتراجع
تراجع الجنيه الإسترليني مع اختبار زوج GBP/USD لمستوى 1.3450 بعد مكاسب طفيفة يوم الثلاثاء. وفي الوقت نفسه، يتداول الين الياباني بشكل ضيق أسفل 148.00 للدولار، بانتظار صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في طوكيو والبطالة لشهر يوليو خلال الجلسة الآسيوية.
السلع: الذهب يتوقف بعد موجة صعود
مددت أسعار الذهب مكاسبها يوم الثلاثاء، لتسجل ذروة أسبوعين فوق 3,390 دولاراً. غير أن عمليات جني الأرباح ظهرت في بداية التداول الأوروبي، مع تراجع زوج XAU/USD إلى ما دون 3,380 دولاراً.