تراجع الدولار الأسترالي (AUD) أمام الدولار الأمريكي (USD) يوم الاثنين، متخليًا عن مكاسب تجاوزت 1% حققها في الجلسة السابقة. جاء هذا التراجع مع عودة الدعم للدولار الأمريكي، رغم تزايد رهانات الأسواق على احتمال خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في سبتمبر.
في ندوة جاكسون هول يوم الجمعة، ألقى جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، كلمة حذّر فيها من تزايد المخاطر على سوق العمل، مؤكداً في الوقت نفسه أن التضخم لا يزال يشكل تحدياً رئيسياً. وأوضح باول أن الفيدرالي لم يتخذ قراراً نهائياً بشأن اجتماع سبتمبر، مشدداً على أن تشديد السياسة النقدية لا يمكن أن يستند فقط إلى تقديرات مضاربة تفيد بأن التوظيف يفوق المستويات المستدامة.
لا يزال المتعاملون حذرين إزاء الخطوة المقبلة للبنك الاحتياطي الأسترالي (RBA). فبعد قرار خفض الفائدة الأسبوع الماضي، عادت التكهنات حول دورة تيسير نقدي أكثر قوة، حيث يترقب بعض المستثمرين احتمال خفض بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع نوفمبر إذا تراجعت المؤشرات الاقتصادية المحلية أكثر.
الدولار الأمريكي يستعيد قوته قبل صدور بيانات محورية
ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يقيس أداء العملة الخضراء أمام سلة من ست عملات رئيسية، ليتداول قرب مستوى 97.90، مستعيداً بعضاً من خسائره الأخيرة. وتحوّل تركيز الأسواق الآن إلى صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الثاني، ومؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) لشهر يوليو، والذي يعد المقياس المفضل للفيدرالي لمتابعة التضخم.
وفق أداة CME FedWatch، أصبحت الأسواق تسعّر الآن باحتمال 87% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر، ارتفاعاً من 75% قبل كلمة باول في جاكسون هول. ومع ذلك، لا تزال الصورة متقلبة.
طلبات إعانة البطالة الأولية في الولايات المتحدة ارتفعت إلى 235 ألفاً الأسبوع الماضي، وهو أعلى مستوى في ثمانية أسابيع، متجاوزة التوقعات البالغة 225 ألفاً، ما يشير إلى تباطؤ محتمل في سوق العمل. في المقابل، جاءت قراءات مؤشرات مديري المشتريات قوية، ما يعقد معادلة السياسة النقدية للفيدرالي بين نشاط اقتصادي متماسك وإشارات ضعف في التوظيف.
الاحتمال المقدر لخفض الفائدة في سبتمبر تراجع لاحقاً إلى 74%، بعد أن كان عند 82% منتصف الأسبوع، وهو انعكاس لمزيج متقلب من البيانات وتعليقات مسؤولي الفيدرالي. فقد صرح أوستان جولسبي، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أن اجتماع سبتمبر ما زال “مفتوحاً”، مشيراً إلى الإشارات الاقتصادية المتناقضة. أما سوزان كولينز، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، فقد أبدت استعدادها لدعم خفض قريب للفائدة، مع التنويه إلى الرياح المعاكسة المرتبطة بالتجارة وعلامات أولية على ضعف سوق العمل، رغم استمرار ضغوط التضخم قصيرة الأجل.
البيانات الاقتصادية الصادرة الأسبوع الماضي رسمت صورة مختلطة: فقد ارتفع مؤشر مديري المشتريات المركب من S&P Global إلى 55.4 في أغسطس (من 55.1)، فيما قفز مؤشر التصنيع إلى 53.3، متجاوزاً القراءة السابقة 49.8 والتوقعات عند 49.5. بالمقابل، تراجع مؤشر الخدمات قليلاً إلى 55.4 من 55.7، لكنه ظل أفضل من التوقعات عند 54.2.
النظرة الفنية: زوج AUD/USD يواجه مقاومة محورية قرب 0.6500
من الناحية الفنية، يتداول زوج الدولار الأسترالي/الأمريكي حول 0.6480 وقت كتابة التقرير. وتشير تحليلات الرسم البياني اليومي إلى محاولة الزوج اختراق القناة الهابطة، ما قد يلمح إلى تحوّل في الاتجاه من هابط إلى صاعد.
أول مقاومة رئيسية تبرز عند المتوسط المتحرك الأسي لـ50 يوماً عند 0.6491، والمتوافق تقريباً مع الحد العلوي للقناة قرب 0.6500. اختراق هذا النطاق بشكل حاسم قد يفتح المجال لتمديد الصعود نحو القمة الشهرية عند 0.6568 المسجلة في 14 أغسطس، تليها الذروة الأعلى منذ تسعة أشهر عند 0.6625 في 24 يوليو.
على الجانب الآخر، يبرز الدعم الفوري عند المتوسط المتحرك الأسي لـ9 أيام قرب 0.6477. كسر هذا المستوى سيضعف الزخم قصير الأجل، ويمهد الطريق لهبوط إضافي نحو القاع المسجل في شهرين عند 0.6414 (21 أغسطس)، وربما أدنى مستوى في ثلاثة أشهر عند 0.6372 في 23 يونيو.