استقر الدولار الأسترالي (AUD) مقابل الدولار الأمريكي (USD) يوم الجمعة بعد صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات الأولية (PMI) من S&P Global. ويتجه اهتمام المشاركين في السوق الآن نحو أرقام التضخم الفصلية الأسبوع المقبل، والتي قد تلعب دوراً محورياً في تشكيل توقعات السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الأسترالي (RBA).
تراجع مؤشر مديري المشتريات الأولي للقطاع الصناعي في أستراليا إلى 49.7 في أكتوبر مقارنة بـ51.4 سابقاً، ما يشير إلى انكماش في القطاع. وعلى العكس، تحسن مؤشر مديري المشتريات للقطاع الخدمي إلى 53.1 من 52.4، بينما ارتفع مؤشر مديري المشتريات المركب قليلاً إلى 52.6، مما يعكس نمواً معتدلاً في النشاط التجاري الكلي.
تحدث محافظ بنك الاحتياطي الأسترالي ميشيل بوللوك في حدث بسيدني، لكنه امتنع عن التعليق على السياسة النقدية أو النظرة الاقتصادية العامة. وأشار بوللوك إلى أنه ابتداءً من العام المقبل، سيستكشف البنك المركزي طرقاً لتحديث نظام التسوية بين البنوك، الذي يعالج حوالي 300 مليار دولار أسترالي (194.9 مليار دولار أمريكي) من المعاملات اليومية ويشكل حجر الزاوية في بنية الدفع في أستراليا، وفقاً لرويترز.
يظل الدولار الأسترالي عرضة للضغط مع تصاعد التكهنات حول احتمال خفض أسعار الفائدة على المدى القريب من RBA. وأضافت أحدث بيانات التوظيف إلى المزاج المتشائم، حيث أظهرت ارتفاع معدل البطالة في أستراليا إلى أعلى مستوى له منذ ما يقرب من أربع سنوات في سبتمبر. هذا الارتفاع غير المتوقع دفع الأسواق لرفع احتمالية خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 74٪، ارتفاعاً حاداً من حوالي 50٪ قبل أسبوعين فقط.
التطورات الجيوسياسية تزيد عدم اليقين في السوق
أكد البيت الأبيض يوم الخميس أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيلتقي بالرئيس الصيني شي جين بينغ الأسبوع المقبل، بالتزامن مع جولة أخرى من المحادثات التجارية رفيعة المستوى خلال قمة آسيان. وأي تغير في مسار الاقتصاد الصيني قد يكون له تأثيرات على الدولار الأسترالي، نظراً لاعتماد أستراليا الكبير على التجارة مع الصين.
الدولار الأمريكي يقوى قبل صدور بيانات التضخم الرئيسية
ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يتتبع أداء الدولار مقابل ست عملات رئيسية، ليصل قرب مستوى 99.00 وقت كتابة هذا التقرير. ويتحرك المستثمرون بحذر قبل صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي (CPI) يوم الجمعة، وسط استمرار إغلاق الحكومة الذي يؤخر صدور البيانات الاقتصادية المهمة.
حصل الدولار الأمريكي على دعم إضافي بعد أن قال الرئيس ترامب إنه يتوقع التوصل إلى “عدة اتفاقيات” مع الرئيس شي خلال اجتماعهما في كوريا الجنوبية الأسبوع المقبل. من المتوقع أن تغطي المحادثات مجموعة من المواضيع، بما في ذلك صادرات فول الصويا الأمريكية، ونزع السلاح النووي، ومشتريات الصين للنفط الروسي.
ومع ذلك، يهدد الجمود الحكومي الطويل بتعكير النظرة الاقتصادية. الإغلاق الحكومي، الذي دخل يومه الرابع والعشرين ويعد ثاني أطول إغلاق في تاريخ الولايات المتحدة، أخر صدور بيانات حيوية مثل وظائف القطاع غير الزراعي (NFP)، مما خلق حالة من عدم اليقين لكل من الأسواق واحتياطي الفيدرالي (Fed).
وأظهر استطلاع أجرته رويترز أن 115 من أصل 117 اقتصادياً يتوقعون أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، ليصبح النطاق المستهدف بين 3.75٪ و4.00٪ في اجتماعه يوم 29 أكتوبر. وعلى مدار العام، يتوقع 83 اقتصادياً خفضين، بينما يتوقع 32 خفضاً واحداً. ووفقاً لأداة CME FedWatch، فإن الأسواق تضع حالياً احتمال 98٪ لخفض سعر الفائدة في أكتوبر و92٪ لاحتمال خفض آخر في ديسمبر.
في الصين، أبقى بنك الشعب الصيني (PBOC) على سعر الفائدة الأساسي للقرض لمدة سنة وخمس سنوات دون تغيير عند 3.00٪ و3.50٪ على التوالي.
وفي تطور ثنائي مهم، وقع الرئيس ترامب ورئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيز اتفاقية للمعادن الحيوية بقيمة 8.5 مليار دولار أمريكي في البيت الأبيض. وتهدف الصفقة إلى تأمين الوصول إلى الموارد الغنية بالمعادن النادرة في أستراليا في ظل قيود التصدير المشددة من الصين. وتعهدت الدولتان باستثمار مليار دولار على الأقل لكل منهما في مشاريع التعدين والمعالجة الجديدة خلال الأشهر الستة المقبلة.
النظرة الفنية لـ AUD/USD: استمرار الانحياز الهبوطي
تم تداول زوج AUD/USD آخر مرة حول مستوى 0.6510 يوم الجمعة. وتشير المؤشرات الفنية إلى استمرار الانحياز الهبوطي، مع بقاء الزوج داخل قناة هبوطية على الرسم البياني اليومي. ويقع مؤشر القوة النسبية RSI لفترة 14 يوماً تحت مستوى 50، مما يعزز الزخم السلبي.
على الجانب السفلي، يقع الدعم الفوري قرب أدنى مستوى له خلال أربعة أشهر عند 0.6414، يليه الحد الأدنى للقناة الهابطة عند 0.6390. وقد يفتح كسر هذا المستوى الباب لاختبار أدنى مستوى له خلال خمسة أشهر عند 0.6372.
وعلى العكس، قد يؤدي التحرك المستمر فوق المتوسط المتحرك الأسي EMA لفترة 9 أيام عند 0.6508 إلى تحسين المعنويات على المدى القصير، مما يمهد الطريق لاختبار المتوسط المتحرك الأسي EMA لفترة 50 يومًا عند 0.6541، الذي يتماشى مع الحد العلوي للقناة الهابطة.