في خطوة حاسمة، صوّت مجلس النواب الأمريكي لصالح مشروع القانون الاقتصادي الجديد الذي يدعمه الرئيس السابق دونالد ترامب، والذي أطلق عليه “مشروع القانون الضخم والجميل”، بفارق صوت واحد فقط (215 مع و214 ضد). ينتقل المشروع الآن إلى مجلس الشيوخ، حيث يُتوقع أن يخضع لتعديلات قبل أن يصبح قانونًا فعليًا.
يتضمن المشروع مزيجًا من التخفيضات الضريبية، وخفض الإنفاق على البرامج الاجتماعية مثل Medicaid، إلى جانب حوافز للشركات، وزيادة سقف الدين العام بمقدار 4 تريليونات دولار.
تغييرات ضريبية مؤثرة للمواطنين
يهدف القانون إلى تمديد التخفيضات الضريبية التي أُقرت ضمن قانون خفض الضرائب وفرص العمل (TCJA) لعام 2017. وإذا لم يتم تمديد هذه التخفيضات، فستنتهي نهاية عام 2025، مما سيؤدي إلى رفع الضرائب تلقائيًا على ملايين الأمريكيين.
أبرز التغييرات في المشروع:
- الإبقاء على الحد الأقصى لضريبة الدخل عند 37% لأصحاب الدخل المرتفع.
- رفع سقف خصومات الضرائب المحلية والولائية (SALT) إلى 40,000 دولار سنويًا.
- إلغاء الضرائب على الإكراميات، وساعات العمل الإضافية، وفوائد قروض السيارات.
- زيادة الائتمان الضريبي للأطفال إلى 2,500 دولار.
- رفع الخصم القياسي للأفراد من 15,000 إلى 16,000 دولار.
لكن من المهم الإشارة إلى أن هذه التعديلات مؤقتة، وستنتهي معظمها بحلول عام 2029.
تقليص المساعدات الاجتماعية واتهامات بالتمييز الطبقي
يتضمن المشروع متطلبات جديدة للعمل للحصول على Medicaid، تسري بحلول نهاية عام 2026. وقد أثارت هذه البنود انتقادات شديدة من الديمقراطيين، الذين اتهموا الجمهوريين بـ”انتزاع الطعام من أفواه الأطفال”.
ووفقًا لمكتب الميزانية في الكونغرس (CBO)، سيؤدي المشروع إلى زيادة العجز المالي بأكثر من 3 تريليونات دولار خلال العقد المقبل. كما سيؤدي إلى انخفاض دخل الأسر من الطبقة الدنيا بنسبة 4%، في حين ستستفيد الطبقات العليا بزيادة قدرها 2%.
حسابات توفير للأطفال باسم “حسابات ترامب“
يتضمن المشروع إنشاء حسابات ادخارية جديدة للأطفال، كانت تُعرف أولًا باسم “حسابات MAGA”، ثم تغير اسمها إلى “حسابات ترامب”. يحصل كل طفل على 1,000 دولار كدفعة أولى من الحكومة، مع إمكانية الإيداع السنوي حتى 5,000 دولار من أموال ما بعد الضرائب.
ورغم جاذبية الفكرة، أشار الخبراء إلى أن هذه الحسابات لا تقدم مزايا ضريبية تفوق خطط الادخار الحالية مثل حسابات 529 التعليمية.
حوافز للشركات وإلغاء دعم الطاقة النظيفة
تشمل المزايا المقدمة للشركات:
- خصم 100% من تكاليف الاستثمارات الجديدة.
- تثبيت خصم دخل الشركات الصغيرة بنسبة 23%.
- خصومات موسعة على مصاريف البحث والتطوير.
على الجانب الآخر، يلغي المشروع تدريجيًا الاعتمادات الضريبية الخضراء التي طُبقت في عهد إدارة بايدن، ما أثار اعتراضات كبيرة من بعض المشرعين والبيئيين.
ويتضمن المشروع بندًا مثيرًا للجدل يمنع الولايات الأمريكية من تنظيم الذكاء الاصطناعي لمدة 10 سنوات، وهو أمر من المرجح أن يثير جدلًا واسعًا في مجلس الشيوخ.
لم يتضمن القانون أي تغيير في معدل ضريبة الشركات، حيث ظل عند 21%، ولم يشمل أيضًا إغلاق ثغرة “carried interest” الشهيرة، التي يستخدمها مديرو صناديق التحوط.
آثار اقتصادية وسياسية واسعة
قد تكون لهذا المشروع تبعات كبيرة على الأسواق المالية والأسر الأمريكية. بينما يرى الجمهوريون أنه سيعزز النمو والاستثمار، يحذر الديمقراطيون من أنه انحياز صارخ للأثرياء على حساب الطبقات العاملة.
من المتوقع أن يدخل المشروع جولة مفاوضات ساخنة في مجلس الشيوخ، وقد يواجه تعديلات كبيرة قبل أن يُوقع عليه رسميًا