شهدت عقود الأسهم الأمريكية الآجلة تراجعًا طفيفًا بسبب خفض التصنيف الائتماني والتصريحات المرتقبة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. ويتوقع المحللون خفض أسعار الفائدة قبل نهاية العام.
تداولت عقود المؤشرات الأمريكية الآجلة يوم الثلاثاء بانخفاض طفيف، في انتظار المستثمرين لكلمات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي التي من المتوقع أن توضح توجه السياسة النقدية المستقبلية للبنك المركزي. يأتي ذلك بعد التخفيض الأخير لتصنيف الولايات المتحدة الائتماني وتصاعد المخاوف المتعلقة بالديون العامة المرتفعة.
تحليل سوق الأسهم الأمريكية قبيل تصريحات الاحتياطي الفيدرالي
شهدت الأسواق الأمريكية تراجعًا محدودًا في عقود الأسهم الآجلة، حيث ينتظر المستثمرون تصريحات عدة مسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي لتلقي إشارات حول السياسة النقدية المقبلة. تزامن ذلك مع خفض وكالة موديز مؤخرًا لتصنيف الائتمان الأمريكي، مما أعاد تسليط الضوء على مخاطر الاستقرار الاقتصادي ومستوى الدين العام.
من المتوقع أن يتحدث يوم الثلاثاء سبعة مسؤولين على الأقل من الاحتياطي الفيدرالي، من بينهم رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، ألبيرتو موسالم. ويتوقع المحللون أن يدعم «الصقور» الذين يؤيدون تشديد السياسة النقدية النهج الحالي القائم على «الانتظار والترقب»، بينما من المرجح أن يبرز «الحمائم» الميول إلى التيسير البيانات الأخيرة التي أظهرت تضخمًا منخفضًا وحالة عدم اليقين المستمرة بسبب الرسوم الجمركية.
قال أكيلياس جورجولوبولوس، كبير المحللين في شركة XM: «من المتوقع أن يدعم الصقور النهج الحالي، في حين سيشير الحمائم إلى تقرير التضخم الأخير والتقلبات الناتجة عن الرسوم الجمركية، على الرغم من الاتفاق التجاري المؤقت بين الولايات المتحدة والصين.»
تشير بيانات LSEG إلى توقعات السوق لخفضين محتملين لسعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس على الأقل بحلول نهاية العام، مع توقع أول خفض في سبتمبر.
رد فعل السوق على تخفيض التصنيف الائتماني الأمريكي
أبدى مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي حذرهم يوم الاثنين تجاه تداعيات التخفيض الأخير لتصنيف الائتمان الأمريكي وعدم استقرار الأسواق. خفضت وكالة موديز تصنيف الولايات المتحدة السيادي من «Aaa» الأعلى إلى «Aa1»، مشيرة إلى الديون الحكومية البالغة 36 تريليون دولار وتكاليف الفوائد المرتبطة بها.
انخفضت الأسهم مبدئيًا يوم الاثنين بينما ارتفعت عوائد سندات الحكومة، لكن مؤشر S&P 500 تعافى في وقت لاحق من الجلسة ليحقق مكاسب طفيفة، مسجلاً بذلك اليوم السادس على التوالي من الارتفاع. كما تراجعت عوائد السندات من أعلى مستوياتها اليومية.
في يوم الثلاثاء، انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار 3.4 نقطة أساس إلى 4.44%.
النظرة الاقتصادية والسياسية
لا تزال المخاوف بشأن ارتفاع الدين العام في الولايات المتحدة محور اهتمام الأسواق، لا سيما مع توقع إجراء تصويت هذا الأسبوع في مجلس النواب على مشروع قانون تخفيض الضرائب الشامل للرئيس دونالد ترامب، الذي قد يؤثر بشكل كبير على المالية العامة.
شهدت الأسهم الأمريكية أداءً قويًا خلال مايو حتى الآن، حيث ارتفع مؤشر S&P 500 بأكثر من 17% منذ أدنى مستوياته في أبريل، وهو الوقت الذي شهدت فيه الأسواق العالمية اضطرابات جراء الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها ترامب على معظم شركائه التجاريين.
ساهم التوقف المؤقت للرسوم الجمركية، والهدنة التجارية المؤقتة بين الولايات المتحدة والصين، والبيانات المعتدلة للتضخم في ارتفاع الأسهم، رغم أن مؤشر S&P 500 لا يزال أقل بنحو 3% عن أعلى مستوياته التاريخية.
حركة الأسواق في التداولات المبكرة للمؤشرات والأسهم الرئيسية
في تداولات ما قبل السوق، انخفضت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز بـ63 نقطة (0.15%)، ومؤشر S&P 500 بـ20.25 نقطة (0.33%)، ومؤشر ناسداك 100 بـ96.25 نقطة (0.45%).
كانت معظم أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى وأسهم النمو، بما في ذلك Nvidia وAmazon.com، على انخفاض طفيف بحوالي 0.4%.
واصلت أسهم UnitedHealth تعافيها بعد أن وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ أبريل 2020 الأسبوع الماضي، مرتفعة بنسبة 3%.