تشهد أسعار النفط العالمية تقلبات واضحة مع ترقب الأسواق لاجتماع مرتقب لتحالف أوبك+ بشأن سياسات الإنتاج، في الوقت الذي تشير فيه تقارير إعلامية إلى أن الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات جديدة على روسيا. وقد استقر سعر خام برنت دون مستوى 65 دولارًا للبرميل، في ظل أجواء من الحذر والترقب من قبل المستثمرين والمتداولين حول العالم.
جاءت هذه التحركات بعد جلسة تداول هادئة يوم الاثنين، تزامنًا مع العطلات الرسمية في لندن ونيويورك، إلا أن تقريرًا نشرته شبكة CNN أشار إلى احتمال إعلان عقوبات جديدة ضد موسكو خلال الأيام القادمة. وتُعد روسيا أحد أبرز منتجي النفط عالميًا، وأي تقييد على صادراتها قد يفاقم من أزمة الإمدادات ويدفع بالأسعار نحو مزيد من الارتفاع.
اجتماع أوبك+: الأنظار نحو 31 مايو
تتجه أنظار الأسواق العالمية إلى اجتماع أوبك+ الذي تقرر تقديمه يومًا ليُعقد في 31 مايو، حيث سيُناقش خلاله مستويات الإنتاج لشهر يوليو القادم. ويشارك في الاجتماع ثمانية من أبرز الدول المنتجة للنفط ضمن التحالف.
وبحسب مصادر مطلعة، هناك احتمال كبير بأن يُعلن التحالف عن زيادة جديدة في الإنتاج، لتكون الثالثة على التوالي. ويتوقع محللون أن تصل الزيادة المحتملة إلى نحو 411 ألف برميل يوميًا، في خطوة تهدف إلى تلبية الطلب العالمي المتزايد وموازنة السوق.
وفي هذا السياق، قال أولي هفالباي، المحلل في بنك SEB AB: “يبدو أن أسعار النفط تشهد نوعًا من الاستقرار حول مستوى 65 دولارًا للبرميل، بينما تترقب الأسواق نتائج اجتماع أوبك+ القادم. نُقدر احتمالية الإعلان عن زيادة كبيرة في الإنتاج بأنها مرتفعة”.
التصعيد الجيوسياسي: عامل ضغط إضافي
لا تقتصر الضغوط على العوامل الاقتصادية فقط، بل تلعب التطورات الجيوسياسية دورًا رئيسيًا في تحديد اتجاه أسعار النفط. فقد ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إمكانية فرض عقوبات جديدة على روسيا، وذلك بعد سلسلة من الهجمات بالطائرات المسيّرة على أوكرانيا خلال الأيام الماضية. وإذا ما تم تنفيذ هذه العقوبات، فإنها قد تؤدي إلى تراجع في حجم الصادرات الروسية، مما سيؤثر سلبًا على توازن العرض والطلب في السوق العالمية.
إضافة إلى ذلك، فإن التوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة وعدد من الدول، وعلى رأسها الصين، تلقي بظلالها على التوقعات الاقتصادية العالمية، وتؤثر بدورها على مستويات الطلب على الطاقة.
وفي تطور لافت، أعلنت بروكسل عن تسريع مفاوضاتها مع واشنطن، وذلك بعد انتقادات حادة وجهها ترامب إلى الاتحاد الأوروبي. هذا التحول قد يحمل تأثيرات مستقبلية على سياسة الطاقة والتجارة بين الجانبين.
الترقب سيد الموقف
منذ منتصف يناير، شهدت أسعار النفط ضغوطات بسبب حالة عدم اليقين المرتبطة بالتوترات التجارية والسياسية. ورغم ذلك، استقرت الأسعار نسبيًا خلال الأسابيع الأخيرة، مع تمركزها حول مستوى 65 دولارًا للبرميل.
ويعتمد الاتجاه المستقبلي للأسعار بشكل كبير على مخرجات اجتماع أوبك+، وكذلك على الموقف الأمريكي من روسيا خلال الأيام القادمة، مما يجعل المرحلة الحالية حاسمة في تحديد مسار السوق.