تشهد أسعار النفط تقلبات نتيجة تخفيف التوترات التجارية العالمية واحتمالية زيادة إنتاج أوبك+. تمديد الولايات المتحدة لتعريفات الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي والمفاوضات مع إيران عوامل رئيسية في السوق.
شهد سوق النفط هذا الأسبوع تقلبات ملحوظة؛ فعلى الرغم من الآمال في تخفيف التوترات التجارية العالمية وتمديد الولايات المتحدة لمهلة زيادة الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي، لم يتمكن سعر خام برنت من الحفاظ على مستوى 65 دولارًا للبرميل، وسط ضغوط نتيجة توقع زيادة محتملة في إنتاج أوبك+.
تقلبات أسعار النفط ورد فعل السوق على تمديد التعريفات الجمركية
في الأيام الأخيرة، شهد سوق النفط الخام العالمي تقلبات سعرية أثارت تحديات للمستثمرين. عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتمديد مهلة تطبيق التعريفات الجمركية المرتفعة على الواردات من الاتحاد الأوروبي، استجابت الأسواق المالية العالمية بإيجابية. وقد خفّض هذا القرار من المخاوف المرتبطة بالحرب التجارية المستمرة وأثار موجة من التفاؤل على المدى القصير. بالتالي، تراجع سعر خام برنت الذي كان قد تجاوز 65 دولارًا للبرميل، لينهار تحت هذا المستوى.
مع ذلك، لا تزال الأسعار تحت ضغط بسبب المخاوف من زيادة محتملة في المعروض من قبل تحالف أوبك+. يرى معظم المتعاملين في السوق أن زيادة الإنتاج قد تؤدي إلى اختلال في توازن العرض والطلب لصالح العرض، مما يُحدث ضغطًا هبوطيًا إضافيًا على الأسعار.
المخاوف من زيادة إنتاج أوبك+ المحتملة
تستعد منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، المعروفون باسم أوبك+، للاجتماع قريبًا لتحديد سياسات الإنتاج. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يناقشوا زيادة الإنتاج لشهر يوليو. وقد أثار هذا الاحتمال مخاوف في السوق من زيادة المعروض مما قد يؤدي إلى مزيد من الضغط الهبوطي على الأسعار.
علق أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في بنك ساكسو، قائلاً: “استجابت أسواق السلع كما كان متوقعًا لتأجيل التعريفات، ولكن تركيز السوق الأساسي لا يزال على اجتماع أوبك+ الذي قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في الإنتاج.”
تأثير الحرب التجارية على توقعات الطلب على النفط
منذ بداية عام 2025، تتأثر أسعار النفط بالتوترات التجارية الواسعة النطاق. أدت التعريفات التي فرضتها الولايات المتحدة والإجراءات الانتقامية من شركائها التجاريين، وخاصة الاتحاد الأوروبي والصين، إلى زيادة عدم اليقين بشأن آفاق الطلب العالمي على النفط. هذا الواقع جعل المستثمرين أكثر حذرًا، مما زاد من تقلبات الأسعار.
المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران وتأثيرها على سوق النفط
بالإضافة إلى العوامل التجارية والإنتاجية، تلعب التطورات الجيوسياسية دورًا حاسمًا في تحديد اتجاهات سوق النفط. مؤخرًا، أجرت الولايات المتحدة وإيران محادثات في روما، وأشار وزير الخارجية الإيراني والمفاوض الرئيسي عباس عراقجي إلى أن هذه المحادثات قد تؤدي إلى اتفاق يحد من البرنامج النووي الإيراني. يُنظر إلى هذا التقدم الدبلوماسي على أنه إشارة إيجابية لسوق النفط، حيث يمكن أن يقلل من المخاطر الجيوسياسية ويدعم الأسعار.
توقعات سوق النفط في الأشهر المقبلة
بشكل عام، يواجه سوق النفط في الأشهر المقبلة بيئة معقدة. من جهة، قد تدعم الآمال في تخفيف التوترات التجارية والتقدم في المفاوضات مع إيران الطلب على النفط. ومن جهة أخرى، قد تمارس زيادة الإنتاج المحتملة من أوبك+ ضغطًا هبوطيًا على الأسعار. سيكون من الضروري للمتعاملين مراقبة التطورات السياسية والمؤشرات الاقتصادية وقرارات أوبك+ عن كثب لاتخاذ قرارات مستنيرة في ظل هذه التقلبات.