تباطأ النمو السنوي لأسعار العقارات في الولايات المتحدة إلى 3.4% في مارس وسط زيادة في المعروض وتراجع في الطلب.
السوق يتجه نحو التوازن
وفقًا لأحدث تقارير مؤشر S&P CoreLogic Case-Shiller، تباطأ نمو أسعار العقارات السكنية في الولايات المتحدة خلال شهر مارس، حيث سجل ارتفاعًا سنويًا بنسبة 3.4%. ويأتي هذا التراجع في ظل ارتفاع المعروض من المنازل، مقابل بقاء الطلب عند مستويات منخفضة نسبيًا.
تأثير أسعار الفائدة العقارية على القدرة الشرائية
فوائد عقارية تقارب 7% تضغط على المشترين
أسعار الفائدة العقارية المرتفعة، التي تدور حول 7%، قلّصت بشكل ملحوظ من القدرة الشرائية للمستهلكين. ومع زيادة كلفة التمويل العقاري، بات الكثير من المشترين المحتملين يؤجلون خطط الشراء أو ينسحبون من السوق نهائيًا.
ارتفاع المعروض وتغير سلوك البائعين
البائعون يقدمون تنازلات لجذب المشترين
في العديد من المناطق، ترافق ارتفاع عدد العروض العقارية مع ضعف الطلب، ما دفع البائعين لتقديم تنازلات تشمل خفض الأسعار أو تقديم تسهيلات لجذب المشترين، مما ساهم في خلق بيئة سوقية أكثر توازنًا.
أسواق قوية في مدن كبرى مختارة
نيويورك وشيكاغو تتصدران قائمة الارتفاعات
رغم التباطؤ العام، شهدت مدن كبرى مثل نيويورك وشيكاغو وكليفلاند زيادات ملحوظة في الأسعار. حيث سجّلت نيويورك أعلى نسبة نمو سنوي في مارس بنسبة 8%، تلتها شيكاغو بنسبة 6.5%، ثم كليفلاند بنسبة 5.9%.
اتجاهات هبوطية في الجنوب الأمريكي
تامبا تسجل أكبر انخفاض في الأسعار
في المقابل، شهدت بعض المدن الجنوبية تراجعًا في الأسعار، وكانت تامبا في ولاية فلوريدا الأبرز من بينها، حيث انخفضت أسعار المنازل بنسبة 2.2% على أساس سنوي، وهو أكبر انخفاض بين 20 مدينة شملها التقرير.
الزخم الشهري يشير إلى انتعاش موسمي
مارس يسجل أقوى نمو شهري في 2025
رغم تباطؤ النمو السنوي، شهد شهر مارس أقوى أداء شهري لسوق العقارات منذ بداية عام 2025. حيث ارتفعت الأسعار على أساس شهري في 18 من أصل 20 مدينة مشمولة بالمؤشر، ما يدل على عودة النشاط الموسمي في الربيع.
الخلاصة: سوق بين التوازن وعدم اليقين
مستقبل السوق العقاري مرهون بعوامل اقتصادية
يقف السوق العقاري الأمريكي عند مفترق طرق، بين ارتفاع المعروض وتراجع القدرة الشرائية. وسيتحدد مساره المستقبلي بناءً على مجموعة من العوامل الاقتصادية، أهمها سياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي، واتجاهات التضخم، ومستوى التوظيف.