قدمت الهند عرضًا لتخفيضات حادة في الرسوم الجمركية للولايات المتحدة، في حين تُسرّع الاتحاد الأوروبي محادثات التجارة لتجنب الرسوم الثقيلة للرئيس ترامب.
في ظل تهديد إدارة ترامب بفرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات من الاتحاد الأوروبي وشركاء تجاريين آخرين، قدمت الهند رسميًا اقتراحًا بتخفيضات كبيرة في الرسوم الجمركية إلى الولايات المتحدة. يأتي هذا العرض في إطار المفاوضات الثنائية الرامية إلى إبرام اتفاق قبل التاسع من يوليو، وقد يشكل نقطة تحول في العلاقات التجارية بين البلدين.
عرض الهند لتخفيض الرسوم الجمركية على الولايات المتحدة
في أحدث التطورات المتعلقة بالتعريفات الجمركية والتوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، قدمت الهند عرضًا ملحوظًا بتخفيضات في الرسوم الجمركية تجاه الولايات المتحدة — خطوة قد تكون حاسمة في سير المفاوضات الثنائية الجارية.
وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة فاينانشال تايمز بتاريخ الأربعاء 28 مايو 2025، أعربت الحكومة الهندية عن استعدادها لتنفيذ تخفيضات كبيرة في الرسوم، مع سعيها للحفاظ على رسوم جمركية مرتفعة على بعض السلع الزراعية مثل الحبوب ومنتجات الألبان. يُقدّم هذا العرض في وقت تسعى فيه الهند إلى التوصل إلى اتفاق شامل ومتوازن قبل الموعد النهائي المحدد من قبل إدارة ترامب في 9 يوليو.
موقف الهند في المفاوضات
صرح مصدر مطلع، طلب عدم الكشف عن هويته نظرًا لحساسية المفاوضات، قائلاً: “هناك احتمال لتخفيضات جمركية عميقة جدًا من الهند في إطار الاتفاق التجاري الثنائي، لكن هذا يجب أن يؤدي إلى نتيجة متوازنة ومفيدة للطرفين.”
رد فعل الاتحاد الأوروبي تجاه رسوم ترامب
في الوقت نفسه، ليست الهند الوحيدة بين شركاء الولايات المتحدة التجاريين التي تسعى لتخفيف حدة الرسوم الجمركية. فقد أعلن الاتحاد الأوروبي عن تسريع محادثات التجارة لتجنب فرض رسوم بنسبة 50% التي اقترحها الرئيس ترامب. وعلى خلاف تصريحاته السابقة، أجل ترامب تطبيق هذه الرسوم حتى 9 يوليو.
رد ترامب والتصريحات الرسمية
في يوم الثلاثاء، أعرب الرئيس دونالد ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تفاؤله بشأن فتح التجارة بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية، وقال: “هذا حدث إيجابي، وآمل أن تفتح الدول الأوروبية أخيرًا، كما طالبت الصين، أبوابها للتجارة مع الولايات المتحدة الأمريكية. سيكون كلا الطرفين سعيدًا وناجحًا جدًا إذا حدث ذلك!!!”
القطاعات الرئيسية في المفاوضات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
يتولى ماروش شيفتشوفيتش، كبير المفاوضين التجاريين في الاتحاد الأوروبي، قيادة المحادثات السياسية مع إدارة ترامب. ووفقًا لمصادر مقربة من المفاوضات، يُركّز الاهتمام على قطاعات رئيسية مثل أشباه الموصلات، السيارات، الأدوية، والألومنيوم لتجنب الرسوم الجمركية المرتفعة.
التقدم والعقبات في المفاوضات
أشار شيفتشوفيتش أيضًا إلى أن الاتحاد الأوروبي أجرى “مكالمات جيدة” مع مسؤولي إدارة ترامب يوم الإثنين، مما أتاح تحقيق تقدم في المفاوضات. وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن سابقًا أن المكالمة الهاتفية الأخيرة بين ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أعطت “دفعًا جديدًا” للمحادثات.
ومع ذلك، لا تزال هناك نقاط خلاف مهمة. فقد وصف ترامب الاتحاد الأوروبي بأنه “شريك صعب جدًا في التفاوض” وصرح بأن المناقشات “لا تسير في أي مكان”. كما أجل ترامب الموعد النهائي لفرض رسوم جمركية مباشرة بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي من 1 يونيو إلى 9 يوليو.
ضغوط ترامب على شركات التكنولوجيا
بجانب القضايا المتعلقة بالاتحاد الأوروبي والهند، لا تزال شركات التكنولوجيا الكبرى مثل آبل تحت المجهر. حيث أعلن ترامب أن شركة آبل ستواجه رسومًا بنسبة 25% إذا لم تنقل إنتاج الآيفون إلى الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن هذا القرار سيشمل أيضًا شركات تصنيع الهواتف الأخرى مثل سامسونج.
آفاق العلاقات التجارية العالمية
بشكل عام، تعكس هذه التطورات سياسة صارمة تتبعها الولايات المتحدة في عهد ترامب تجاه شركائها التجاريين، حيث تسعى لإعادة تشكيل التوازن في التجارة العالمية من خلال المفاوضات والضغط التعريفي. من المرجح أن تؤثر نتائج هذه المفاوضات بشكل كبير على الاقتصاد العالمي وديناميات التجارة الدولية.