أدت التعريفات الجمركية الجديدة التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب إلى تعزيز الدولار الأمريكي، في حين شهد الدولار الكندي وعملات أخرى حساسة للمخاطر انخفاضاً ملحوظاً. هذا التقرير يحلل تأثير هذه السياسات التجارية على الأسواق العالمية.
أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رفع التعريفات الجمركية على الواردات من كندا والاتحاد الأوروبي والبرازيل تقلبات حادة في أسواق العملات العالمية. فقد ارتفع الدولار الأمريكي مقابل معظم العملات، في حين شهد الدولار الكندي وعملات أخرى تتسم بالحساسية تجاه المخاطر خسائر كبيرة في قيمتها.
الدولار الأمريكي يرتفع عقب الإعلان عن التعريفات الجمركية الجديدة
شهد الدولار الأمريكي يوم الجمعة ارتفاعاً ملحوظاً بعد إعلان الرئيس ترامب عن فرض تعريفات تجارية جديدة. وأوضح ترامب نيته فرض تعريفات شاملة تتراوح بين 15% و20% على معظم شركاء التجارة، مما زاد المخاوف بشأن مستقبل التجارة العالمية.
خلال بداية جلسة التداول في آسيا، حافظت معظم العملات على نطاقات ضيقة من التداول وسط حالة من الهدوء النسبي، إلا أن تصريحات ترامب أدت إلى ارتفاع الدولار بسرعة، حيث توجه المستثمرون نحو الدولار كملاذ آمن في ظل تصاعد حالة عدم اليقين في الأسواق.
تراجع حاد في الدولار الكندي بعد إعلان تعريفات بنسبة 35%
كان من أبرز الآثار المباشرة لهذه التعريفات الجديدة التراجع الحاد في قيمة الدولار الكندي. حيث انخفض «اللووني» بأكثر من 0.5% مقابل الدولار الأمريكي ليصل إلى 1.3726، وذلك عقب الإعلان عن فرض تعريفات بنسبة 35% على الواردات الكندية التي ستدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس.
يرى محللو الأسواق أن هذه الخطوة المفاجئة تزيد من المخاطر على الأسواق العالمية، مما يدفع المستثمرين إلى توخي الحذر بشأن مسار المفاوضات التجارية واحتمال فرض تعريفات إضافية. وأكد توني سايكامور، المحلل في IG، أن السوق لم يكن مستعداً لهذا التطور، والذي قد يؤدي إلى تراجع الأصول ذات المخاطر العالية.
آفاق الاتحاد الأوروبي وهبوط اليورو
في الوقت ذاته، أشار ترامب إلى أن الاتحاد الأوروبي قد يتلقى خطاباً يتعلق بمعدلات التعريفات الجديدة يوم الجمعة، ما أدى إلى رد فعل سلبي في الأسواق. انخفض اليورو بنسبة 0.25% إلى 1.1671 دولار، ومن المتوقع أن يسجل خسارة أسبوعية تقارب 1%.
تزيد هذه التطورات من الشكوك بشأن تقدم المحادثات التجارية بين واشنطن وبروكسل، مما يعمق حالة عدم اليقين المتعلقة بالعلاقات التجارية المستقبلية بين الطرفين.
تأثيرات على العملات العالمية الأخرى وتغير المزاج في الأسواق
تأثرت العملات الحساسة للمخاطر، مثل الدولار الأسترالي، بالضغوط أيضاً، حيث انخفض بنسبة 0.31% إلى 0.6568 دولار. وفي آسيا، تراجع الين الياباني بنسبة 0.13% إلى 146.44 مقابل الدولار، متأثراً بالتعريفات التي بلغت 25% والتي فرضت في وقت سابق هذا الأسبوع. ويتجه الين لتسجيل أكبر خسارة أسبوعية تزيد عن 1% خلال الأشهر الأخيرة.
انخفض الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.32% إلى 0.6013 دولار، بينما تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.22% إلى 1.3551 دولار، مع توقع خسارة أسبوعية تتجاوز 0.6%.
التوترات التجارية مع البرازيل ورد فعل الريال
تقع البرازيل أيضاً في مركز التوترات التجارية المتصاعدة. حيث صرح الرئيس لويس إيناكيو لولا دا سيلفا برغبته في البحث عن حل دبلوماسي لتهديد ترامب بفرض تعريفات بنسبة 50% على الواردات البرازيلية، لكنه أكد في الوقت ذاته أنهم سيقومون برد مماثل إذا تم تنفيذ هذه التعريفات في الأول من أغسطس.
ظل الريال البرازيلي مستقراً نسبياً عند 5.5321 مقابل الدولار، لكنه من المتوقع أن يسجل خسارة أسبوعية تبلغ حوالي 2%، وهي أكبر تراجع خلال خمسة أشهر تقريباً.
التوقعات والقلق المستمر في الأسواق
على الرغم من أن رد فعل الأسواق على سلسلة إعلانات التعريفات الجمركية هذا الأسبوع كان أكثر اعتدالاً مقارنة بانهيار السوق الحاد في أبريل، إلا أن المستثمرين لا يزالون قلقين بشأن مستقبل التجارة العالمية وآثار الموعد النهائي المحدد في الأول من أغسطس.
تواصل هذه الحالة من عدم اليقين دعم الدولار الأمريكي، الذي ارتفع بنسبة 0.2% مقابل سلة العملات، ويتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية تصل إلى 0.8%، مما يعد من بين أفضل أداءاته خلال الأسابيع الأخيرة.