هديد ترامب بفرض رسوم بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي يُعمّق خسائر أسعار النفط، وسط مخاوف من تراجع الطلب العالمي وارتفاع المعروض.
تواصل أسعار النفط تراجعها هذا الأسبوع بعد إعلان الرئيس الأمريكي نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات قادمة من الاتحاد الأوروبي، مما زاد من المخاوف بشأن تباطؤ الطلب العالمي في ظل ارتفاع الإمدادات.
استمرار الانخفاض في أسعار النفط
شهد سوق النفط مزيدًا من التراجع هذا الأسبوع، حيث انخفض سعر خام برنت إلى ما دون 64 دولارًا للبرميل، مسجلاً الانخفاض الرابع على التوالي. ويعود ذلك إلى تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية كبيرة اعتبارًا من الأول من يونيو، وهو ما أعاد إشعال المخاوف من تصاعد الحرب التجارية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي والطلب على النفط.
تأثير تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية
في منشور له عبر منصة “تروث سوشيال”، وصف ترامب تعامل الاتحاد الأوروبي بـ”الصعب للغاية”، وأعلن نيته التوصية بفرض رسوم جمركية مرتفعة. وقد تؤدي مثل هذه السياسات إلى إضعاف حركة التجارة العالمية وتقليص الطلب على النفط، لا سيما في ظل تزايد المعروض في السوق.
زيادة المعروض تساهم في الضغط على الأسعار
تزامنًا مع هذه التهديدات، تدرس منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها في تحالف “أوبك+” إمكانية زيادة حصص الإنتاج خلال الأشهر المقبلة. ومن المقرر عقد اجتماع افتراضي في 1 يونيو لتحديد مستويات الإنتاج لشهر يوليو، وسط ترجيحات بزيادة جديدة في المعروض، مما يضيف ضغوطًا على الأسعار.
وصرّح أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في “ساكسو بنك”، قائلاً: “انخفضت أسعار النفط بنحو دولار واحد بعد تهديد ترامب الجديد، مما أثر على معنويات السوق وزاد من حذر المستثمرين”. وأضاف أن احتمالات تصاعد التوتر التجاري تؤثر سلبًا على شهية المخاطرة.
انخفاض ملحوظ منذ بداية العام
منذ مطلع العام، تراجعت أسعار النفط بنحو 15%، لتسجل أدنى مستوياتها منذ عام 2021. ويُعزى ذلك إلى تخفيف تحالف أوبك+ لقيود الإنتاج بشكل أسرع من المتوقع، إلى جانب التأثير السلبي للتوترات التجارية بقيادة الولايات المتحدة على الطلب العالمي.
ارتفاع المخزونات الأمريكية يزيد القلق
عززت بيانات حديثة أظهرت ارتفاعًا في المخزونات التجارية من النفط في الولايات المتحدة المخاوف من فائض المعروض، مما ساهم في تعميق الاتجاه النزولي في السوق.
التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على السوق
على صعيد آخر، أفادت شبكة CNN أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية ترجّح استعداد إسرائيل لتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، ما أدى إلى ارتفاع مؤقت في الأسعار. وفي المقابل، صرّح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لا يزال ممكنًا، موضحًا أن إيران قد تتخلى عن الأسلحة النووية، لكنها لن توقف تخصيب اليورانيوم.
اجتماع أوبك+ وآفاق سوق النفط
من المقرر أن يعقد تحالف من ثماني دول في أوبك+، بقيادة المملكة العربية السعودية، اجتماعًا عبر الإنترنت في الأول من يونيو لتحديد حصص الإنتاج لشهر يوليو. وأظهر استطلاع أجرته وكالة بلومبرغ أن معظم المحللين والتجار يتوقعون زيادة جديدة في الإنتاج، ما قد يزيد من الضغوط على الأسعار.
في المجمل، لا تزال آفاق سوق النفط في الأمد القريب محاطة بعدة عوامل مؤثرة، من التوترات التجارية والسياسية إلى قرارات أوبك+، مما يشير إلى احتمال استمرار التوجه النزولي الحالي في الأسعار.
