ارتفع الدولار الأسترالي (AUD) مقابل الدولار الأمريكي (USD) يوم الجمعة، مستعيداً زخمه بعد الخسائر في الجلسة السابقة. وقد تعزز زوج العملات AUD/USD بعد تصريحات حذرة ولكن داعمة من محافظ بنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) ميشيل بولوك، ما ساهم في دعم معنويات السوق تجاه العملة المحلية.
بنك الاحتياطي الأسترالي يحافظ على لهجة حذرة وسط تضخم عنيد
أشارت بولوك إلى أن تضخم الخدمات لا يزال مرتفعاً نسبياً، مضيفة أن التضخم في الربع الثاني جاء أعلى قليلاً من التوقعات لكنه ما زال “يتحرك في الاتجاه الصحيح”. وأكدت على ضرورة التحلي بالحذر نظراً لتقلبات بيانات مؤشر أسعار المستهلك (CPI) الشهرية، مشيرة إلى أن سوق العمل ما زال ضيقاً لكنه قد يقترب من مرحلة التوازن.
ارتفعت توقعات التضخم الاستهلاكي في أستراليا لشهر أكتوبر إلى 4.8%، مقارنة بـ 4.7% في سبتمبر، وهو أعلى مستوى منذ يونيو، مما أثار مخاوف من أن التضخم قد يتجاوز التوقعات في الربع الثالث. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبقي بنك الاحتياطي الأسترالي سعر الفائدة النقدي الرسمي (OCR) عند 3.6% بعد تثبيته في اجتماع سبتمبر.
الدولار الأسترالي يحقق مكاسب رغم استقرار الدولار الأمريكي
حافظ مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) على استقراره حول مستوى 99.40 بعد موجة ارتفاع استمرت أربعة أيام، في حين استمر الجمود السياسي في واشنطن مع فشل مجلس الشيوخ الأمريكي في تمرير إجراءات لإنهاء الإغلاق الحكومي المستمر.
أظهرت محاضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) لشهر سبتمبر أن صناع القرار يميلون إلى مزيد من خفض أسعار الفائدة هذا العام، حيث تُظهر أداة CME FedWatch احتمالاً بنسبة 95% لخفض في أكتوبر و82% لاحتمال آخر في ديسمبر. وصرّح عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي ستيفن ميران بأن السياسة النقدية تحتاج إلى مزيد من التيسير لتتماشى مع المعدل الحيادي الأدنى، بينما حذّر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس نيل كشكاري من أنه من المبكر الحكم على ما إذا كان التضخم الناتج عن الرسوم الجمركية سيستمر. في المقابل، اتخذ رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي جيفري شمد موقفاً أكثر تشدداً، مؤكداً أن “التضخم لا يزال مرتفعاً جداً” وأن على الاحتياطي الفيدرالي الحفاظ على مصداقيته.
البيانات المحلية تُظهر أداءً متبايناً
قدمت البيانات الأسترالية هذا الأسبوع صورة اقتصادية مختلطة. فقد تراجعت موافقات بناء المنازل الخاصة بنسبة 2.6% على أساس شهري في أغسطس، في حين انخفضت تصاريح البناء بنسبة 6% على أساس شهري، لتسجل ثاني تراجع شهري متتالٍ. كما هبط مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن Westpac بنسبة 3.5% على أساس شهري في أكتوبر إلى 92.1، وهو أكبر انخفاض منذ أبريل، بينما تراجعت إعلانات الوظائف من ANZ بنسبة 3.3% على أساس شهري في سبتمبر.
أما على صعيد التضخم، فقد ارتفع مؤشر TD-MI لقياس التضخم بنسبة 0.4% على أساس شهري في سبتمبر بعد تراجع بنسبة 0.3% سابقاً، ليرتفع المعدل السنوي إلى 3% مقارنة بـ 2.8%.
النظرة الفنية: زوج AUD/USD يرتد ضمن القناة الصاعدة
يتداول زوج AUD/USD بالقرب من مستوى 0.6570، مرتداً باتجاه القناة الصاعدة على الرسم البياني اليومي، مما يشير إلى احتمال عودة الزخم الصعودي على المدى القصير. ومع ذلك، لا يزال مؤشر القوة النسبية (RSI) لمدة 14 يوماً دون مستوى 50، مما يعكس استمرار الزخم الهابط.
يُلاحظ وجود دعم فوري بالقرب من المتوسط المتحرك الأسي لمدة 50 يوماً (EMA) عند 0.6563. وكسر هذا المستوى بشكل مستمر قد يُضعف الزخم على المدى المتوسط ويكشف الزوج نحو 0.6414 (قاع 21 أغسطس) و0.6372 (أدنى مستوى في خمسة أشهر).
أما على الجانب الصعودي، فإن اختراق المتوسط المتحرك الأسي لتسعة أيام عند 0.6582 قد يعزز الزخم الإيجابي، فاتحاً الطريق نحو أعلى مستوى في 12 شهراً عند 0.6707 (بتاريخ 17 سبتمبر)، وربما نحو الحد العلوي للقناة بالقرب من 0.6810.