بعد تخفيض الرسوم الجمركية ضمن اتفاق التجارة بين الصين والولايات المتحدة، رفعت جيه بي مورغان تصنيف أسهم الأسواق الناشئة، مما يفتح آفاقًا استثمارية إيجابية لهذه الأسواق.
رفعت مؤسسة جيه بي مورغان العالمية للاستثمار مؤخرًا تصنيفها لأسهم الأسواق الناشئة من «محايد» إلى «زيادة الوزن» (Overweight)، مستندة إلى تراجع التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة وضعف الدولار الأمريكي. ويمثل هذا القرار فرصة واعدة للمستثمرين في أسواق مثل الهند والبرازيل والصين.
تخفيف التوترات التجارية: فرص جديدة للأسواق الناشئة
خلال الأسابيع الماضية، توصلت أكبر اقتصادين في العالم، الولايات المتحدة والصين، إلى اتفاق غير مسبوق يهدف إلى خفض الرسوم الجمركية بشكل كبير على السلع المتبادلة. حيث خفّضت الولايات المتحدة رسومها الجمركية على المنتجات الصينية من 145% إلى 30%، فيما قللت الصين الرسوم على الواردات الأمريكية من 125% إلى 10%. وقد أعاد هذا التطور الأمل في تخفيف التوترات التجارية العالمية وتحسين البيئة الاقتصادية العامة.
أكد محللو جيه بي مورغان أن تخفيض هذه الرسوم يزيل أحد أكبر العقبات التي تواجه أسهم الأسواق الناشئة. بمعنى آخر، إنهاء الحرب التجارية بين العملاقين الاقتصاديين من المتوقع أن يسهل تدفق التجارة والاستثمارات في هذه الأسواق.
تأثير ضعف الدولار على الأسواق الناشئة
إلى جانب خفض الرسوم، يلعب تراجع قيمة الدولار الأمريكي دورًا رئيسيًا في تحسن ظروف الأسواق الناشئة. تتوقع جيه بي مورغان أن يؤدي ضعف الدولار في النصف الثاني من العام إلى تعزيز جاذبية أسهم الأسواق الناشئة، مما قد يسرع من تدفق رؤوس الأموال الأجنبية ويساهم في ارتفاع تقييمات الأسهم.
انخفض مؤشر الدولار، الذي يُعتبر العملة الاحتياطية العالمية وملاذًا آمنًا، بنحو 7.5% منذ بداية العام. ويرجع ذلك إلى المخاوف المتزايدة بشأن عدم استقرار السياسات الاقتصادية الأمريكية وتأثيرها على الأسواق المالية العالمية.
توقعات إيجابية لأسواق مختارة
تسلط تقارير جيه بي مورغان الضوء على الأسواق الناشئة ذات إمكانات النمو العالية، ومنها الهند والبرازيل والفلبين وتشيلي والإمارات العربية المتحدة واليونان وبولندا. كما يعتبر القطاع التكنولوجي الصيني من الفرص الاستثمارية الجذابة بشكل خاص.
رغم تحذير المحللين من احتمال تجدد التوترات التجارية، إلا أنهم يعتقدون أن أسوأ فترات النزاعات والتقلبات السوقية قد ولت، وأن الأجواء أصبحت أكثر استقرارًا مما يعزز فرص النمو.
مؤشرات السوق وتقييمات الأسهم
شهد مؤشر MSCI للأسواق الناشئة ارتفاعًا بنسبة 9% منذ بداية عام 2025، مما يعكس استعادة ثقة المستثمرين في هذه الأسواق. بينما تحقق الأسواق المتقدمة معدلات نمو أعلى عمومًا، إلا أن الأسواق الناشئة قد تأخرت بنحو 40% عن الأسواق المتقدمة منذ عام 2021.
تبلغ نسبة السعر إلى الأرباح المتوقعة (P/E) للأسهم في الأسواق الناشئة حاليًا 12.4، وهو أقل بكثير من 19.1 في الأسواق المتقدمة. يعكس هذا الفارق في التقييمات جاذبية نسبية أكبر لأسهم الأسواق الناشئة للمستثمرين الباحثين عن عوائد مرتفعة.
خلاصة وتوقعات المستقبل
بالنظر إلى التحسينات الأخيرة في العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وتراجع التوترات التجارية، وضعف الدولار، تحسنت بشكل ملحوظ الآفاق المستقبلية للأسواق الناشئة. تؤكد جيه بي مورغان على الإمكانات الاستثمارية في الهند والبرازيل والصين وغيرها من الاقتصاديات الناشئة، وتوصي بزيادة التعرض لهذه المناطق.
يمكن للمستثمرين العالميين، مع تراجع المخاطر السياسية والاقتصادية، الاستفادة من نمو ملموس في أسهم الأسواق الناشئة خلال السنوات القادمة، شريطة استمرار الاستقرار التجاري وسيطرة السياسات الاقتصادية الكلية المتوازنة.
