ارتفعت الأسهم الأمريكية يوم الجمعة بعد صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) لشهر سبتمبر، الذي أظهر ارتفاع التضخم بوتيرة أبطأ من المتوقع. قفز مؤشر Dow Jones Industrial Average بأكثر من 350 نقطة، بينما سجّل كل من S&P 500 وNasdaq Composite مستويات قياسية جديدة.
تفاعل المستثمرون بشكل إيجابي مع مؤشرات تباطؤ التضخم قبيل خفض محتمل لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل. وقد ساهم هذا التفاؤل في رفع المؤشرات الرئيسية في وول ستريت، إذ صعد مؤشر داو بنسبة 0.8% في التعاملات المبكرة، وأضاف S&P 500 نسبة 0.8%، فيما تقدم مؤشر Nasdaq ذو الثقل التكنولوجي بنسبة 1.2%، ليسجل كلاهما أرقامًا قياسية جديدة خلال الجلسة.
تفاؤل السوق يتزايد بعد قراءة أضعف لمؤشر الأسعار
جاءت موجة الصعود في الأسواق يوم الجمعة بعد أسابيع من الترقب لبيانات مؤشر الأسعار، خاصة في ظل الإغلاق الحكومي الطويل الذي عطّل نشر العديد من البيانات الاقتصادية المهمة. وأظهر تقرير مكتب إحصاءات العمل أن التضخم ارتفع بنسبة 0.3% على أساس شهري في سبتمبر، وهو أقل قليلًا من التوقعات البالغة 0.4%. وعلى أساس سنوي، بلغ معدل التضخم العام 3% مقارنة بتوقعات عند 3.1%.
أما Core CPI، الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة المتقلبة، فقد ارتفع بنسبة 0.2% على أساس شهري و3% على أساس سنوي، وهو ما جاء أيضًا دون توقعات الاقتصاديين البالغة 0.3% و3.1% على التوالي. هذه الأرقام الأقل من المتوقع عززت ثقة المستثمرين بأن التضخم في طريقه للتراجع، مما زاد الرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي سيمضي قدمًا في خفض أسعار الفائدة.
وبحسب أداة CME FedWatch Tool، تسعّر الأسواق الآن احتمالًا يتراوح بين 98% و99% لخفض سعر الفائدة خلال اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في أكتوبر. كما ارتفعت التوقعات لخفض آخر بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر 2025 من 91% إلى 98.5%.
السياسة النقدية والعوامل العالمية تدعم الزخم الصعودي
بعيدًا عن السياسة النقدية، يظل المزاج الإيجابي في الأسواق مدعومًا بالتفاؤل حيال الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، حيث يأمل المستثمرون في إحراز تقدم في العلاقات التجارية بين البلدين. كما تواصل نتائج الشركات القوية توفير دعم أساسي لأسواق الأسهم، في حين يمتد الميل نحو المخاطرة إلى أسواق العملات الرقمية التي تشهد أيضًا زخمًا متجددًا.
ومع ترقّب وول ستريت لمزيد من المكاسب، قد يمثل تقرير CPI الصادر يوم الجمعة نقطة تحول جديدة في مسار سياسة الاحتياطي الفيدرالي، ومحركًا رئيسيًا للمرحلة التالية من صعود سوق الأسهم.