واصل الذهب (XAU/USD) تراجعه خلال الجلسة الآسيوية يوم الثلاثاء، مبتعدًا أكثر عن أعلى مستوى له على الإطلاق، ليصل إلى أدنى مستوى خلال اليوم بالقرب من نطاق 4,331–4,330 دولار. اكتسب الدولار الأمريكي (USD) قوة لليوم الثالث على التوالي، مما دفع المتداولين لجني الأرباح في ظل استمرار الظروف الفنية المفرطة الشراء على الرسم البياني اليومي.
بالإضافة إلى ذلك، أثّر التفاؤل العام في أسواق الأسهم العالمية على الطلب على المعدن الملاذ الآمن.
مع ذلك، قد تساعد المخاوف بشأن استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية وتوقعات التيسير فيما يتعلق بسياسة الاحتياطي الفيدرالي (Fed) في الحد من مكاسب الدولار الإضافية وتوفير بعض الاستقرار لأسعار الذهب. ومن المرجح أيضًا أن تحد المخاطر الجيوسياسية المستمرة وحالة عدم اليقين المتعلقة بالتجارة من الانخفاضات العميقة في المعدن الذي لا يدر عائدًا، مما يشير إلى أن الزخم الهبوطي قد يظل محدودًا في الوقت الحالي.
محركات السوق: الذهب تحت ضغط الدولار الأقوى وميل المستثمرين للمخاطرة
واصل الدولار الأمريكي جذب المشترين للجلسة الثالثة على التوالي، مما فرض ضغطًا إضافيًا على أسعار الذهب في بداية تداولات يوم الثلاثاء. كما دعمت التفاؤل بشأن تخفيف التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين شهية المخاطرة، محوّلة التدفقات بعيدًا عن الأصول الآمنة.
أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا بتصريحات بأن فرض رسوم جمركية شاملة على الصين سيكون غير مستدام، مضيفًا أن كلا الجانبين يعملان نحو ما وصفه بـ “صفقة رائعة”. ومع ذلك، حذر من أن فشل التوصل إلى اتفاق قد يؤدي إلى فرض رسوم تصل إلى 155٪، مما يجعل تركيز المستثمرين منصبًا على المفاوضات التجارية المقبلة بين البلدين.
وفقًا لأداة FedWatch التابعة لمجموعة CME، فقد قامت الأسواق تقريبًا بتسعير خفض معدل الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعات الاحتياطي الفيدرالي لشهري أكتوبر وديسمبر. يمكن أن تحد هذه التوقعات من مزيد من ارتفاع الدولار وتعمل كعامل دعم للذهب، الذي يستفيد عادة من توقعات انخفاض أسعار الفائدة.
في الوقت نفسه، لا تزال المخاوف قائمة بشأن استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية، الذي دخل الآن أسبوعه الثالث بعد تصويت مجلس الشيوخ للمرة الحادية عشرة ضد مقترح إعادة الفتح. وقد ألقى الرئيس ترامب باللوم على المعارضة في تعطيل التقدم بشأن سياسة الأمن الحدودي والهجرة، مما أثار القلق بشأن تداعيات اقتصادية محتملة.
على الصعيد الجيوسياسي، ورد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طالب بتنازل أوكرانيا عن مقاطعة دونيتسك كشرط لإنهاء الحرب، في حين ألمح إلى إمكانية تقديم تنازلات في جنوب أوكرانيا. رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذه الشروط بشكل قاطع، مؤكدًا أنه لن يتم التنازل عن أي أراضٍ محتلة. يضيف الصراع المستمر طبقة من عدم اليقين الجيوسياسي التي قد تدعم أسعار الذهب.
كما يترقب المستثمرون صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (CPI) لشهر سبتمبر يوم الجمعة. من المتوقع أن توجه أرقام التضخم التوقعات قبل اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC) الذي سيُعقد على مدار يومين الأسبوع المقبل، والذي من المرجح أن يحدد الاتجاه الرئيسي التالي للذهب.
النظرة الفنية: الذهب قد يجذب المشترين قرب 4,300 دولار
تواصل أسعار الذهب مواجهة صعوبة في الحفاظ على الزخم فوق منطقة المقاومة عند 4,375–4,380 دولار. ويظل مؤشر القوة النسبية اليومي (RSI) في منطقة الشراء المفرط، مما يشير إلى احتمال نفاد الزخم الصاعد بعد المستويات العالية الأخيرة.
قد يجذب الهبوط دون مستوى 4,330 دولار اهتمامًا جديدًا بالشراء، مع توقع أن يشكل الرقم الدائري 4,300 دولار منطقة دعم قوية. قد يؤدي كسر حاسم دون هذا المستوى إلى تعرّض المعدن لمزيد من الانخفاض نحو مستوى الدعم الوسيط عند 4,240 دولار ثم منطقة 4,210–4,200 دولار.
على الجانب الصعودي، من المرجح أن يؤكد التحرك المستمر فوق 4,375–4,380 دولار استئناف الزخم الصاعد. كما قد يفتح الاختراق فوق المستوى النفسي عند 4,400 دولار الباب أمام موجة صعودية أخرى، مما يوسع الاتجاه الصاعد للذهب على مدى الشهرين الماضيين.
