ارتفع الذهب (XAU/USD) خلال التداولات الأوروبية المبكرة يوم الاثنين، مستقطباً اهتمام المشترين مرة أخرى بعد تراجعه لفترة وجيزة عن ذروته القياسية التي سجلها يوم الجمعة. لا يزال المعدن النفيس مدعوماً بتوقعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي (Fed) المتساهلة، والتوترات الجيوسياسية المستمرة، والمخاوف من أن يؤدي إغلاق الحكومة الأمريكية لفترة طويلة إلى الضغط على النمو الاقتصادي.
وقد قام المشاركون في السوق بتسعير توقعاتهم بالكامل لإجراء خفضين إضافيين لمعدل الفائدة من قبل الفيدرالي قبل نهاية العام، وفقاً لأداة CME FedWatch، ما أبقى الدولار الأمريكي (USD) تحت الضغط وعزز جاذبية المعدن الأصفر الخالي من العوائد. وتستمر عوامل الطلب الأوسع مثل مشتريات البنوك المركزية، وحالة عدم اليقين المالي، وتدفقات الصناديق المتداولة (ETF) القوية في توفير دعم لأسعار الذهب.
ساعدت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أواخر الأسبوع الماضي على تهدئة المخاوف من حرب تجارية أمريكية-صينية شاملة، محدودةً الزخم الصاعد للذهب. وأوضح ترامب أن فرض رسوم شاملة على الصين سيكون “غير مستدام” وأكد أن الاجتماع مع الرئيس الصيني شي جين بينغ لا يزال قائماً. وشجعت هذه التصريحات بعض عمليات جني الأرباح، رغم أن التراجع التصحيحي لم يظهر حتى الآن متابعة قوية.
محفزات السوق: المخاطر الجيوسياسية والمخاوف المالية تدعم الطلب على الملاذ الآمن
لا يزال جاذبية الذهب كملاذ آمن مدعومة بالمخاطر الجيوسياسية المتزايدة وحالة عدم اليقين المالي. وأشارت تقارير يوم الاثنين إلى أن الطائرات بدون طيار الأوكرانية استهدفت مصنع معالجة الغاز التابع لشركة غازبروم في جنوب روسيا، واستهدفت أيضاً مصفاة نوفوكويبيشفسك للنفط في منطقة سامارا، مما زاد المخاوف من تصاعد التوترات في الصراع الروسي-الأوكراني.
وفي الوقت نفسه، امتد إغلاق الحكومة الأمريكية ليصل إلى يومه العشرين، فيما لا يزال المشرعون متعثرين بشأن التمويل ودعم الرعاية الصحية. ومن المتوقع أن يجري مجلس الشيوخ التصويت الحادي عشر على مشروع قانون تمويلي مؤقت في وقت لاحق اليوم، رغم أن الجمود السياسي يظهر علامات قليلة على الانفراج. ويخشى المشاركون في السوق أن يؤدي الإغلاق الطويل إلى التأثير على الأداء الاقتصادي وثقة المستثمرين.
مع دخول مسؤولي الفيدرالي فترة الصمت قبل الاجتماعات، من المرجح أن يحوّل المتداولون تركيزهم إلى بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (CPI) يوم الجمعة، والتي قد تقدم مؤشرات جديدة حول مسار السياسة النقدية للبنك المركزي.
النظرة الفنية: الذهب يحافظ على دعم رئيسي قرب 4,200
من منظور فني، وجد XAU/USD دعماً قوياً قرب منطقة 4,210–4,200$ يوم الجمعة — وهي منطقة محددة بواسطة المتوسط المتحرك البسيط لمدة 100 ساعة (SMA) ومستوى ارتداد فيبوناتشي 38.2% من الارتفاع الأخير بين 9 و17 أكتوبر.
قد يفتح التحرك المستمر فوق مستوى 4,275$، والذي يتوافق مع ارتداد فيبوناتشي 23.6%، الباب لاختبار مستوى 4,300$، يليه مقاومة حول 4,325$. وكسر حاسم فوق هذه المنطقة قد يمدد الارتفاع نحو 4,379–4,380$، مع إعادة اختبار المستوى القياسي التاريخي.
وعلى الجانب السفلي، يكمن الدعم الفوري عند 4,219–4,218$، يليه 4,200$ و4,186$. وأي انخفاض واضح دون 4,163–4,162$ — مستوى ارتداد 50% — قد يعرض الذهب لخسائر أعمق نحو 4,100$، متماشياً مع ارتداد فيبوناتشي 61.8%. وكسر مستمر أسفل هذه المنطقة سيشير إلى تكوين قمة محتملة والتحول نحو مرحلة تصحيحية أكبر.