يصف إيلون ماسك قانون الضرائب الذي أقره ترامب بأنه «جنوني» ويحذر من أنه يصب في مصلحة الأثرياء والصناعات التقليدية، مما يهدد مستقبل الطاقة النظيفة والاقتصاد الأمريكي.
وجه إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، انتقادات حادة للقانون الضريبي الجديد الذي أُقر في عهد إدارة ترامب، معتبراً أنه سيكون مدمراً للاقتصاد الأمريكي ومستقبل الطاقة المتجددة. هذا القانون، الذي يخفّض الضرائب على الأثرياء ويزيد من الدين القومي، أثار مخاوف جدية بشأن العدالة الاجتماعية والقدرة التنافسية الاقتصادية على المستوى العالمي.
وجهة نظر إيلون ماسك بشأن القانون الضريبي الجديد
استقطب إيلون ماسك، أحد أشهر رواد الأعمال في العالم ورئيس شركة تسلا، اهتماماً واسعاً بتصريحاته القوية ضد القانون الضريبي الجديد الذي أقره الكونغرس الأمريكي. وصف القانون بأنه «جنوني» وأكد أن تطبيقه سيصب في مصلحة الأثرياء، في حين سيلحق أضراراً جسيمة بالاقتصاد ومكانة الولايات المتحدة على الصعيد العالمي. كما هدد ماسك عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتأسيس حزب سياسي جديد إذا تم إقرار هذا القانون.
تفاصيل القانون الضريبي وتداعياته
تم إقرار هذا القانون الضريبي في 3 يوليو 2025، ويشمل تخفيضات ضريبية للأثرياء والصناعات المعتمدة على الوقود الأحفوري، في حين تم إلغاء العديد من الاعفاءات الضريبية الخاصة بالطاقة المتجددة. حيث ألغى جزءاً كبيراً من الحوافز الضريبية التي أُقرّت في 2022 تحت إدارة الديمقراطيين في الكونغرس، ما أدى إلى تقليص الاستثمارات في التكنولوجيا الخضراء وتعزيز دعم قطاعات الفحم والنفط والغاز الطبيعي.
زيادة الدين الوطني والتحديات الاقتصادية
أحد أبرز المخاوف هو الزيادة الكبيرة في الدين الوطني الأمريكي التي تُقدّر بأكثر من 4 تريليونات دولار. ويشبه ماسك هذا الوضع بالإدمان على بطاقات الائتمان، حيث يستمرّ الحكومة في تراكم الدين بدلاً من إصلاح الإنفاق والإيرادات. وتؤدي هذه السياسة إلى مخاطر اقتصادية طويلة الأمد وتشكل عبئاً ثقيلاً على الأجيال القادمة.
أثر القانون على العدالة الضريبية والطبقات الاجتماعية
يرى المنتقدون أن هذا القانون لا يدعم الطبقات الوسطى والفقيرة، بل يخدم مصالح الأثرياء والشركات الكبرى. ويشير ماسك إلى أن الطبقات الوسطى والعاملة، التي تشكّل شريحة واسعة من المجتمع الأمريكي، ستتضرر من هذه التغييرات الضريبية. كما تُعدّ التخفيضات في برامج الدعم الاجتماعي، مثل المساعدات الغذائية والرعاية الصحية للفئات الضعيفة، من الجوانب السلبية الأخرى للقانون.
المنافسة العالمية في مجال الطاقة النظيفة وأهميتها
جانب آخر حيوي يتمثل في المنافسة العالمية في قطاع الطاقة. ففي الوقت الذي تستثمر فيه الصين بشكل استراتيجي في الطاقة المتجددة والتقنيات الجديدة، يعيق القانون الضريبي الأمريكي هذا القطاع ويدعم الوقود الأحفوري. ويرى ماسك أن هذه الاستراتيجية محفوفة بالمخاطر، محذراً من تأخر الولايات المتحدة في سباق التكنولوجيا والريادة الاقتصادية.
التداعيات السياسية والانتخابات المقبلة
يرى المحللون السياسيون أن هذا القانون قد يسبب أضراراً جسيمة للحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي عام 2026. فقد أظهرت انتخابات 2018، التي خسر فيها الجمهوريون السيطرة على مجلس النواب، أن السياسات الضريبية غير العادلة وتجاهل مصالح الطبقات الوسطى والفقيرة يثيران استياءً شعبياً واسعاً. وتهديد ماسك بتأسيس حزب جديد يعكس عمق الانقسامات حول هذا القانون.
الخلاصة
في النهاية، لا تقتصر انتقادات إيلون ماسك لقانون الضرائب الذي أصدره ترامب على مجرد خلاف سياسي. بل تعكس مخاوف عميقة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي والاستراتيجي، والتي ستحدد مستقبل الاقتصاد الأمريكي ومكانته في العالم. السؤال الأهم يبقى: هل ستتمكن الولايات المتحدة من المضي قدماً نحو نمو مستدام ومنافسة قوية في مجال الطاقة النظيفة، أم ستواصل اتباع سياسات تصب في مصلحة الماضي والأثرياء على حساب المستقبل والعدالة الاجتماعية؟