أوبن إيه آي تؤجل إطلاق نموذج الذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر إلى أجل غير مسمى لإجراء اختبارات أمان إضافية.
أعلنت شركة OpenAI مجددًا عن تأجيل إصدار نموذجها المنتظر للذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر. وكان من المفترض أن يُطلق الأسبوع المقبل، لكن الشركة قررت تأجيله إلى أجل غير مسمى. ووفقًا لما صرّح به المدير التنفيذي، سام ألتمان، فإن هذا القرار جاء نتيجة الحاجة لإجراء تقييمات إضافية للمخاطر وفحوصات أمنية، ما يزيد من ترقّب مجتمع المطوّرين والمهتمين بالذكاء الاصطناعي حول العالم.
تأجيل جديد لإطلاق النموذج
رغم التوقعات المرتفعة والإعلانات السابقة، أكدت OpenAI أنها أرجأت مرة أخرى موعد إصدار نموذجها المفتوح. كان من المخطط إطلاق النموذج الأسبوع المقبل، إلا أن الشركة لم تحدد موعدًا بديلًا. هذا هو التأجيل الثاني الذي تعلنه الشركة خلال صيف عام 2025.
تصريح المدير التنفيذي بشأن التأجيل
في منشور له على منصة X (تويتر سابقًا)، قال سام ألتمان:
«نحتاج إلى مزيد من الوقت لإجراء اختبارات أمان إضافية وتقييم المناطق عالية الخطورة. بمجرد إطلاق أوزان النموذج، لا يمكن التراجع عنها. هذا أمر جديد بالنسبة لنا، ونريد أن نقوم به بالطريقة الصحيحة».
هذا التصريح يعكس التزام OpenAI بنهج حذر ومسؤول في تقديم تقنياتها المتقدمة.
منافسة شرسة في سوق الذكاء الاصطناعي
في حين تتأنى OpenAI في إطلاق نموذجها، تستمر المنافسة في التزايد على الساحة العالمية. ففي نفس اليوم، كشفت شركة Moonshot AI الصينية عن نموذجها المفتوح Kimi K2، الذي يحتوي على تريليون معامل، ويتفوّق على نموذج GPT-4.1 من OpenAI في عدد من اختبارات الترميز المتقدمة. هذا الإعلان يعكس تصاعد حدّة المنافسة في مجال النماذج المفتوحة ويشكّل تحديًا مباشرًا لمكانة OpenAI.
ما الذي يُنتظر من نموذج OpenAI؟
وفقًا للتقارير، من المتوقع أن يتمتع النموذج المفتوح من OpenAI بقدرات منطقية مشابهة لسلسلة النماذج “O” الخاصة بها، مع أداء يفوق بقية النماذج المفتوحة المتاحة حاليًا. كما تم التطرق إلى إمكانية ربط هذا النموذج بخدمات الحوسبة السحابية الخاصة بالشركة لمعالجة استفسارات أكثر تعقيدًا، رغم أن توفر هذه الميزة في النسخة النهائية لم يُحسم بعد.
تصريحات من إدارة OpenAI
قال آيدان كلارك، نائب رئيس الأبحاث في OpenAI، عبر منصة X:
«من حيث القدرات، نرى أن النموذج استثنائي. لكن معاييرنا للنماذج المفتوحة مرتفعة، ونريد التأكد من أننا نُصدر نموذجًا نفتخر به من جميع الجوانب».
ويؤكد هذا التصريح أن هدف الشركة لا يقتصر فقط على تقديم أداء تقني عالٍ، بل يتعداه لضمان المسؤولية وجودة التنفيذ.
اكتشاف تقني أم تكتّم استراتيجي؟
من اللافت أن ألتمان، في تصريح سابق له خلال يونيو عند الإعلان عن أول تأجيل، وصف ما تم تحقيقه بأنه “غير متوقع ومدهش للغاية”، دون أن يكشف عن أي تفاصيل إضافية. وقد دفع هذا التصريح الغامض المحللين إلى الاعتقاد بأن النموذج قد يحتوي على إمكانيات متقدمة غير معلنة. وتشير التوقعات إلى أن الشركة تحاول تحقيق توازن بين الابتكار التقني والمخاطر الأخلاقية المحتملة.
خاتمة: استراحة استراتيجية أم فرصة ضائعة؟
بالرغم من تأكيد OpenAI على التزامها بالأمان والمسؤولية، فإن التكرار في تأجيل الإصدارات قد يُضعف موقفها في وجه المنافسين الذين يحرزون تقدمًا سريعًا. ومع ذلك، قد تُتيح هذه المهلة الزمنية للشركة تطوير منتج أكثر نضجًا وتكاملاً. يبقى السؤال المطروح: هل ستنجح OpenAI في الحفاظ على ريادتها، أم أن شركات مثل Moonshot AI ستغتنم الفرصة لتتقدم المشهد العالمي؟
