استمر اليورو (EUR) في التراجع مقابل الدولار الأمريكي (USD) يوم الجمعة، حيث انخفض زوج EUR/USD إلى أدنى مستوى له منذ ثلاثة أشهر مع تعزيز قوة الدولار الأمريكي بفضل لهجة مجلس الاحتياطي الفدرالي (Fed) الصارمة. وعلى الرغم من التوقعات الواسعة بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في وقت سابق من هذا الأسبوع، فسرت الأسواق الرسالة المصاحبة للاجتماع على أنها حذرة بشأن أي تخفيف إضافي.
في وقت كتابة هذا التقرير، يتداول زوج EUR/USD بالقرب من مستوى 1.1523، مسجلاً خسارته الثالثة على التوالي ومهيئًا لتحقيق أول انخفاض شهري له منذ ثلاثة أشهر.
وفي الوقت نفسه، يقف مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلة من ست عملات رئيسية، بالقرب من أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر حول 99.80، ويستعد لتحقيق مكسب شهري ثاني على التوالي. ويعكس هذا الصعود تباطؤ التوقعات بشأن خفض آخر للفائدة قبل نهاية العام.
خفض “صارم” من الفدرالي يبرز تباين السياسات
جاء قرار الفدرالي بخفض سعر الفائدة على الأموال الفدرالية إلى نطاق 3.75%–4.00% بتصويت 10–2، متماشياً مع توقعات السوق.
ومع ذلك، جاءت تصريحات رئيس الفدرالي جيروم باول بعد الاجتماع بنبرة صارمة، محذرًا من افتراض خفض الفائدة في ديسمبر. وأشارت تصريحاته إلى أن صانعي السياسة يرون أن هناك حاجة محدودة لمزيد من الخفض ما لم تظهر البيانات علامات واضحة على تباطؤ النشاط الاقتصادي.
ويتناقض هذا الموقف بشكل واضح مع البنك المركزي الأوروبي (ECB)، الذي أبقى على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير للاجتماع الثالث على التوالي.
وأشار البنك المركزي الأوروبي إلى أن التضخم يقترب من هدفه المتوسط المدى البالغ 2% وأن النمو في منطقة اليورو يظل قوياً بدعم من بيانات التوظيف القوية. وأكد البنك التزامه باتباع نهج قائم على البيانات من اجتماع لآخر دون الالتزام مسبقًا بأي مسار للفائدة.
مسؤولو الفدرالي يعززون النظرة الحذرة
عزز صانعو السياسة في الفدرالي النبرة الحذرة للبنك المركزي من خلال تصريحات جديدة يوم الجمعة. ووصف رئيس الاحتياطي الفدرالي في أتلانتا، رافاييل بوستيك، مهمة الفدرالي المزدوجة بأنها “في توتر”، موضحًا أنه على الرغم من اعتدال التضخم، إلا أن السياسة تظل تقييدية. وأيد خفض الفائدة هذا الأسبوع، لكنه حذر من افتراض أن دورة التيسير بدأت.
وقالت رئيسة الاحتياطي الفدرالي في كليفلاند، بيث م. هاماك، إحدى الأصوات المعارضة، إنها كانت تفضل إبقاء الفائدة دون تغيير، مشددة على أن الفدرالي “ليس على مسار محدد مسبقًا”. وقد كرر كلا المسؤولين وجهة نظر رئيس الفدرالي باول بأن تحرك الفائدة في ديسمبر “بعيد عن أن يكون نتيجة محسومة”، مؤكدين التزام الفدرالي باتباع نهج قائم على البيانات بينما تواصل الأسواق إعادة تقييم توقعات السياسة النقدية
