تراجعت سوق العملات المشفرة بشكل حاد يوم الثلاثاء بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة كما كان متوقعًا على نطاق واسع، حيث انخفض سعر Bitcoin (BTC) إلى نحو 111,000 دولار بعد أن سجل ذروة أسبوعية قرب 116,500 دولار. كما تراجع إجمالي القيمة السوقية لجميع الأصول الرقمية إلى حوالي 3.76 تريليون دولار، مع قيام المتداولين بتصفية المراكز الصاعدة في أبرز الرموز الرقمية.
خفض الفائدة من الفيدرالي يثير رد فعل “بيع الخبر”
قام مجلس الاحتياطي الفيدرالي، برئاسة جيروم باول، بخفض سعر الفائدة الأساسي بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق يتراوح بين 3.75% و4.00% — وهو أدنى مستوى له منذ عام 2022. ورغم أن خفض الفائدة عادةً ما يعزز شهية المخاطرة في الأسواق المالية، إلا أن قطاع العملات المشفرة تفاعل بعكس الاتجاه، إذ فضل المستثمرون جني الأرباح بعد أسابيع من المكاسب.
هذا التحرك يعكس نمط “اشتر الشائعة وبِع الخبر” الكلاسيكي، حيث تنخفض الأسواق التي كانت قد ارتفعت سابقًا ترقبًا لتيسير السياسة النقدية بمجرد تأكيد القرار. وأشار المحللون إلى أن الخفض كان مسعّرًا بالكامل مسبقًا، مما ترك مجالًا محدودًا لمزيد من الزخم الصاعد في الأصول عالية المخاطر مثل العملات المشفرة.
وفي سياق زاد من الحذر، تراجع الشعور العام في السوق بعد الاجتماع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ خلال قمة APEC. ورغم أن الزعيمين أشارا إلى إحراز تقدم نحو اتفاق تجاري واستئناف مشتريات السلع الزراعية، إلا أن المستثمرين فضلوا تقليص تعرضهم للأصول عالية المخاطر وسط حالة عدم اليقين الأوسع.
ارتفاع حاد في عمليات التصفية مع تقليص الرافعة المالية
اشتدت موجة البيع بسبب الارتفاع الكبير في عمليات تصفية المراكز ذات الرافعة المالية. ووفقًا لبيانات CoinGlass، قفز إجمالي التصفية في سوق العملات المشفرة بنسبة 75% خلال الـ 24 ساعة الماضية ليصل إلى نحو 554 مليون دولار، مما أدى إلى تصفية مراكز أكثر من 146,000 متداول. وتصدرت Bitcoin وEthereum موجة الخسائر، حيث شكلتا النسبة الأكبر من المراكز المصفاة.
وأعاد هذا التحرك إلى الأذهان حادثة التصفية الكبرى التي بلغت قيمتها 20 مليار دولار في وقت سابق من هذا الشهر، عندما أدت الرافعة المالية المفرطة إلى سلسلة من عمليات البيع القسري. وفي الوقت نفسه، تراجع حجم الفائدة المفتوحة في العقود الآجلة إلى 164 مليار دولار، انخفاضًا من 228 مليار دولار في أوائل أكتوبر — ما يشير إلى أن المتداولين يقلصون تعرضهم للمضاربة.
اتساع التراجع في السوق
في السوق الأوسع، تداولت معظم العملات البديلة بالمنطقة الحمراء العميقة. حيث انخفضت رموز مثل Aster وStory وCronos وConflux بأكثر من 5%، متخلفة عن الأصول الرئيسية. وأظهرت البيانات أيضًا ميلاً طفيفًا نحو الاتجاه الهابط في مراكز السوق، مع احتفاظ 51% من المتداولين بمراكز بيع مقابل 49% بمراكز شراء عبر أكبر المنصات.
وحذر المحللون من أن التصحيح الحالي قد يستمر على المدى القصير مع تفاعل الأسواق مع نبرة الحذر التي أبداها الفيدرالي والتطورات الجيوسياسية الجارية. ومع ذلك، ومع دخول السياسة النقدية في مرحلة تيسير وتحسن ظروف السيولة، تبقى التوقعات طويلة الأجل تجاه الأصول الرقمية إيجابية بشكل عام.
