تفوق الجنيه الإسترليني (GBP) على معظم نظرائه الرئيسيين في بداية الأسبوع، مدعومًا ببيانات اقتصادية بريطانية أقوى من المتوقع وبمزاج سوقي يميل إلى التيسير تجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Fed). أظهرت أحدث الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطني البريطاني (ONS) انتعاشًا مفاجئًا في إنفاق المستهلكين، بينما أشارت بيانات مؤشر مديري المشتريات الصادرة عن S&P Global إلى تجدد الزخم في نشاط القطاع الخاص.
ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 0.5% على أساس شهري في سبتمبر، متجاوزةً التوقعات التي كانت تشير إلى انخفاض قدره 0.2%. في الوقت نفسه، تحسن مؤشر مديري المشتريات الصناعي إلى 49.6 بعد أن كان عند 46.6، ما يعكس تباطؤًا في وتيرة الانكماش. كما صعد المؤشر المركب إلى 51.1، مما يشير إلى توسع متواضع في النشاط الاقتصادي العام.
إشارات متباينة لبنك إنجلترا
قد يخفف مزيج من الإنفاق الاستهلاكي القوي وتحسن النشاط التجاري بعض الضغوط عن صانعي السياسة في بنك إنجلترا (BoE). ومع ذلك، لا تزال المخاوف قائمة، إذ تواصل الشركات تقليص عدد الموظفين وسط ضعف ثقة الأعمال. وتبقى تحديات سوق العمل محور اهتمام رئيسي للبنك، خصوصًا بعد أن أظهرت بيانات سابقة هذا الشهر ارتفاع معدل البطالة وفقًا لمعيار منظمة العمل الدولية إلى 4.8% — وهو أعلى مستوى له منذ منتصف عام 2021.
الملخص اليومي: ارتداد GBP/USD مع تراجع التوقعات حول الدولار الأمريكي
أنهى الجنيه الإسترليني سلسلة خسائر استمرت ستة أيام أمام الدولار الأمريكي (USD) يوم الاثنين، مرتفعًا نحو 1.3350 خلال الجلسة الأوروبية. ويعزى هذا التحرك في الغالب إلى ضعف الدولار الأمريكي، مع زيادة رهانات المتداولين على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع السياسة النقدية يوم الأربعاء، ليصل النطاق المستهدف إلى ما بين 3.75% و4.00%. وسيكون هذا ثاني خفض متتالٍ للفائدة من قبل البنك المركزي.
وفي وقت كتابة هذا التقرير، كان مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلة من ست عملات رئيسية، يتداول بانخفاض طفيف قدره 0.1% بالقرب من مستوى 98.80. وقد عززت بيانات التضخم الأمريكية الضعيفة الصادرة يوم الجمعة التوقعات باتباع نهج أكثر تيسيرًا من قبل الاحتياطي الفيدرالي، حيث أظهر مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) لشهر سبتمبر زيادة شهرية متواضعة بلغت 0.3% للتضخم العام و0.2% للمؤشر الأساسي.
المعنويات العالمية تدعم كلتا العملتين
تحسنت معنويات السوق العالمية مع تزايد الآمال بإبرام اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين. وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين عن ثقته في إمكانية التوصل إلى اتفاق عقب لقائه المرتقب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.
كما أشار وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إلى إحراز تقدم، مشيرًا إلى أن الرسوم الجمركية الإضافية وإجراءات الرقابة على الصادرات قد تُؤجّل بعد محادثات بنّاءة مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ على هامش قمة آسيان في ماليزيا.
التحليل الفني: GBP/USD يحافظ على دعم رئيسي
من الناحية الفنية، يتحرك زوج GBP/USD في نطاق عرضي بالقرب من أدنى مستوى له منذ 12 يومًا حول 1.3310، مع تقلبات الأسعار حول متوسط التحرك الأسي لـ200 يوم عند 1.3300 — وهو مستوى قد يحدد الاتجاه قصير الأجل.
يبقى مؤشر القوة النسبية لمدة 14 يومًا (RSI) قريبًا من مستوى 40.00، مما يشير إلى زخم صعودي محدود. وقد يؤدي الهبوط دون هذا المستوى إلى تجدد ضغوط البيع. وعلى الجانب الهبوطي، يقع الدعم عند أدنى مستوى في 1 أغسطس عند 1.3140، في حين يمثل مستوى المقاومة النفسي 1.3500 الهدف الصعودي الرئيسي التالي.
