استمرت أسعار خام غرب تكساس الوسيط (WTI) في تسجيل خسائرها يوم الجمعة، حيث انخفضت إلى أدنى مستوى لها خلال خمسة أشهر عند 56.52 دولارًا خلال الجلسة الآسيوية قبل أن تتعافى قليلًا لتتداول عند نحو 56.70 دولارًا للبرميل. ويأتي هذا التراجع وسط تجدد المخاوف بشأن فائض المعروض العالمي وعدم اليقين قبيل الاجتماع المخطط بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المجر.
التطورات الجيوسياسية تثقل كاهل معنويات النفط
تعرضت أسعار النفط الخام لضغوط متجددة بعد تأكيد التقارير أن الرئيس ترامب والرئيس بوتين قد اتفقا على الاجتماع لمناقشة حل محتمل للحرب في أوكرانيا. ويخشى المشاركون في السوق أن أي اتفاق يؤدي إلى تخفيف القيود الغربية على صادرات النفط الروسي قد يزيد المعروض العالمي بشكل كبير، مما يزيد من حالة الفائض الحالية.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع ترامب في البيت الأبيض لاحقًا يوم الجمعة لطلب مزيد من المساعدات العسكرية، بما في ذلك صواريخ تومهوك الأمريكية الصنع، مما يسلط الضوء على التعقيدات الجيوسياسية المستمرة التي قد تؤثر على سوق الطاقة.
تصاعد ضغوط جانب العرض
أفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) يوم الخميس بأن مخزونات النفط الخام ارتفعت بمقدار 3.524 مليون برميل الأسبوع الماضي، متجاوزة توقعات السوق التي كانت تشير إلى زيادة متواضعة قدرها 120,000 برميل فقط. وعُزى هذا الارتفاع غير المتوقع بشكل كبير إلى انخفاض نشاط المصافي بسبب دخول المنشآت في أعمال الصيانة الموسمية.
وقد عززت الزيادة في المخزونات التي فاقت التوقعات المخاوف بشأن ضعف الطلب وتضخم المخزونات، مما أضاف إلى النبرة السلبية في أسواق النفط.
وفي الوقت نفسه، أضافت دعوات واشنطن إلى الهند والصين لوقف واردات النفط الروسي طبقة إضافية من عدم اليقين. وعلى الرغم من أن المكررات الهندية أشارت إلى أنها ستخفض المشتريات بدلاً من تعليقها بالكامل، فإن المتداولين يشعرون بالقلق من أن التغيرات الدبلوماسية وسلاسل التوريد قد تشوه توازن النفط العالمي بشكل أكبر.
توترات تجارية وآفاق الطلب العالمي
لقد خفّضت التوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين — أكبر اقتصادين في العالم وأكبر مستهلكين للنفط — من معنويات السوق أيضًا. وانتقد ممثل التجارة الأمريكي جيميسون غرير ووزير الخزانة سكوت بيسنت خطوة بكين الأخيرة لتقييد صادرات المعادن النادرة، واصفين إياها بأنها “إكراه اقتصادي”. وحذر بيسنت من أنه إذا ظلت الصين شريكًا تجاريًا غير موثوق، “سيتعين على العالم الانفصال”، وفقًا لتقارير BBC.
وقد أثار احتمال تعمق الخلاف بين الولايات المتحدة والصين مخاوف بشأن تباطؤ النمو العالمي وانخفاض الطلب على النفط، مما يزيد من المخاطر الهبوطية لأسعار الخام.
النظرة الفنية
من الناحية الفنية، لا يزال WTI تحت ضغط بيع قوي، حيث يُرى الدعم الرئيسي التالي عند 56.00 دولارًا، يليه 55.50 دولارًا. وكسر حاسم دون هذه المستويات قد يفتح الطريق لمنطقة 54.70 دولارًا، آخر مرة شوهدت في مايو. وعلى الجانب الصعودي، يكمن المقاومة بالقرب من 57.30 دولارًا، تليها 58.00 دولارًا. وتشير مؤشرات الزخم إلى أن الميل الهبوطي لا يزال قائمًا على المدى القريب ما لم يحدث انتعاش مستمر فوق 58.50 دولارًا.