استمر الدولار الأسترالي (AUD) في التراجع مقابل الدولار الأمريكي (USD) يوم الجمعة، متداولًا حول مستوى 0.6480 خلال ساعات التداول الآسيوية. الزوج يظل تحت الضغط للجلسة الثانية على التوالي، متأثرًا بتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وبيانات سوق العمل الأسترالية الأضعف من المتوقع.
ضعف الدولار الأسترالي الحساس للمخاطر أمام الصين
الدولار الأسترالي الحساس للمخاطر يتأثر بشكل خاص بالتطورات في الصين، أكبر شريك تجاري له. تصاعدت التوترات مرة أخرى هذا الأسبوع بعد أن أدان الممثل التجاري الأمريكي جميسون جرير ووزير الخزانة سكوت بيسنت قرار بكين تشديد القيود على صادرات المعادن النادرة، واصفين هذه الخطوة بأنها “إكراه اقتصادي” و”استيلاء على قوة سلسلة التوريد العالمية”.
وحذر بيسنت قائلاً: “إذا أرادت الصين أن تكون شريكًا غير موثوق به للعالم، فسيتعين على العالم الانفصال عنها”. ومع ذلك، ترك المسؤولان الأمريكيان الباب مفتوحًا للتفاوض، مشيرين إلى حالة من عدم اليقين حول ما إذا كانت الصين ستنفذ فعليًا الضوابط الصادرة على الصادرات، وفقًا لتقرير BBC.
بيانات سوق العمل الأسترالية تزيد الضغط السلبي
أضافت بيانات سوق العمل لشهر سبتمبر في أستراليا مزيدًا من الضغط الهبوطي، حيث أظهرت إحصاءات مكتب الإحصاء الأسترالي (ABS) ارتفاع التوظيف بمقدار 14.9 ألف وظيفة فقط في سبتمبر، منخفضًا عن التوقعات بزيادة 17 ألف وظيفة. في الوقت نفسه، ارتفع معدل البطالة إلى 4.5٪، وهو أعلى مستوى له منذ ما يقرب من أربع سنوات، مقارنة بـ 4.3٪ في الشهر السابق.
بعد صدور البيانات، زادت الأسواق احتمال خفض سعر الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) في نوفمبر إلى 85٪، مقارنة بـ 50٪ في وقت سابق من الأسبوع.
موقف بنك الاحتياطي الأسترالي
حافظ مسؤولو البنك على نبرة حذرة في تصريحاتهم الأخيرة. وقال نائب الحاكم كريستوفر كينت إن الظروف المالية قد خفت بعد التخفيضات الأخيرة في أسعار الفائدة، وأن سعر الفائدة النقدي الآن يقع ضمن “نطاق محايد غير مؤكد”.
وأكدت نائبة الحاكم سارة هانتر هذا الموقف، مشيرة إلى قوة البيانات الاقتصادية التي جاءت أفضل من المتوقع، لكنها حذرت من أن المخاطر العالمية لا تزال مرتفعة وأن التضخم قد يتجاوز التوقعات السابقة في الربع الثالث. كما شددت محاضر اجتماع بنك الاحتياطي الأسترالي لشهر سبتمبر على أن السياسة النقدية لا تزال “مقيدة بعض الشيء” وأن القرارات المستقبلية ستعتمد بشكل كبير على البيانات القادمة.
الدولار الأمريكي يواجه قيودًا رغم توقعات خفض الفائدة
في الوقت نفسه، يبقى المسار الأوسع للدولار الأمريكي محدودًا بسبب توقعات متزايدة بخفض إضافي لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي واستمرار إغلاق الحكومة. وأكد رئيس الفيدرالي جيروم باول هذا الأسبوع أن خفضًا آخر بمقدار ربع نقطة محتمل في الاجتماع القادم للسياسة النقدية، رغم أن الإغلاق يعيق وصول البنك المركزي إلى البيانات الرئيسية. وفقًا لأداة CME FedWatch، تتداول الأسواق على احتمال 97٪ لخفض الفائدة في أكتوبر و83٪ لاحتمال خفض آخر في ديسمبر.
النظرة الفنية
من الناحية الفنية، يواصل زوج AUD/USD التداول ضمن قناة هبوطية على الرسم البياني اليومي، مما يشير إلى اتجاه هبوطي سائد. ويظل مؤشر القوة النسبية (RSI) لمدة 14 يومًا تحت مستوى 50، مما يعزز الزخم السلبي.
الدعم الفوري يُرى قرب 0.6440، وهو الحد الأدنى للقناة، يليه أدنى مستوى في 21 أغسطس عند 0.6414. وكسر هذا المستوى قد يفتح الطريق نحو أدنى مستوى خلال خمسة أشهر عند 0.6372. من جهة المقاومة، يقف المتوسط المتحرك الأسي لمدة 9 أيام (EMA) عند حوالي 0.6515، يليه المتوسط المتحرك الأسي لمدة 50 يومًا عند 0.6548. وكسر مستدام لهذه المستويات قد يغير معنويات السوق قصيرة الأجل ويفتح الطريق نحو الحد العلوي للقناة عند حوالي 0.6580.