الذهب (XAU/USD) واصل ارتفاعه التاريخي خلال جلسة آسيا يوم الأربعاء، متجاوزًا المستوى النفسي البالغ 4000 دولار. وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بتزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي المرتبطة باستمرار إغلاق الحكومة الأمريكية، إلى جانب تصاعد التوقعات بخفض إضافي في أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي (Fed). كما ساهمت المخاطر الجيوسياسية المستمرة، والطلب القوي من البنوك المركزية، وتراجع شهية المخاطرة عالميًا في تعزيز الزخم الصعودي للمعدن النفيس.
الطلب على الملاذات الآمنة يسيطر رغم قوة الدولار الأمريكي
على الرغم من قوة الدولار الأمريكي على نطاق واسع — وهو ما يُفترض عادةً أن يضغط على الذهب — يواصل المستثمرون التوجه نحو الأصول الآمنة التي لا تدر عائدًا. وقد تعززت جاذبية الذهب أكثر بسبب المخاوف المتعلقة بالتجارة العالمية، والتوترات الجيوسياسية، واحتمال تباطؤ الاقتصاد نتيجة أزمة الميزانية في واشنطن. وحتى مع ظهور مؤشرات تشبع شرائي في الرسوم البيانية قصيرة الأجل، يظل الشعور الإيجابي تجاه الذهب قويًا، حيث يرى المتداولون أي تراجع في الأسعار كفرصة جديدة للشراء.
العوامل الأساسية تدعم موجة الصعود
استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية، الذي دخل أسبوعه الثاني، أثار مخاوف بشأن الاستقرار المالي، في حين قامت الأسواق فعليًا بتسعير خفضين إضافيين لأسعار الفائدة من قبل الفيدرالي — بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر وديسمبر. هذا التوجه الحذر عزز من جاذبية الاحتفاظ بالذهب كأداة للتحوط ضد حالة عدم اليقين في السياسات وانخفاض العوائد الحقيقية.
وبحسب مجلس الذهب العالمي، بلغت الاستثمارات العالمية في صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب (ETFs) مستوى قياسيًا عند 64 مليار دولار منذ بداية العام، مع تسجيل شهر سبتمبر لأقوى تدفقات شهرية خلال أكثر من ثلاث سنوات. كما واصلت البنوك المركزية شراء الذهب الصافي، مضيفة نحو 15 طنًا إلى الاحتياطيات في أغسطس، بقيادة البنك الوطني الكازاخستاني.
النظرة الفنية: اختراق مستوى 4000 يؤكد الزخم الصعودي
التحرك الحاسم فوق مستوى 4000 يوم الأربعاء أكد حدوث اختراق فوق القناة الصاعدة التي تشكلت منذ منتصف سبتمبر، مشيرًا إلى احتمال استمرار الاتجاه الصعودي. يظهر الدعم الفوري قرب 3975 دولارًا، يليه نطاق 3948–3947 دولارًا، في حين يُتوقع أن يظهر طلب أقوى حول مستوى 3900 دولار إذا حدث تصحيح أعمق.
وبالنظر إلى المستقبل، تتجه الأنظار إلى محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) المنتظر صدوره لاحقًا اليوم، وتصريحات جيروم باول رئيس الفيدرالي يوم الخميس، للحصول على مؤشرات إضافية حول مسار خفض الفائدة — وهي عوامل قد تحدد الاتجاه التالي لتحركات XAU/USD.