يشهد مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يتتبع أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، تعافياً بعد يومين متتاليين من الخسائر، حيث يتداول حول مستوى 97.30 خلال ساعات التداول الآسيوية يوم الأربعاء. ويظل المتداولون حذرين قبيل صدور بيانات اقتصادية أمريكية هامة، بما في ذلك أرقام الناتج المحلي الإجمالي السنوية للربع الثاني ومؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، وهو مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي، والمتوقع صدورهما في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
باول يؤكد على ضرورة التوازن
يأتي تعافي الدولار في ظل تكرار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، موقفه الحذر، مشيراً إلى أن البنك المركزي يواجه “وضعاً صعباً” في موازنة التضخم المستمر مع مؤشرات ضعف سوق العمل. وجاءت تصريحاته متماشية مع تعليقات الأسبوع الماضي، مؤكدة على تردد الفيدرالي في التحرك بشكل مفرط نحو خفض الفائدة.
وعلى الرغم من تحذير باول، تظل توقعات السوق مائلة نحو التيسير. ووفقاً لأداة CME FedWatch، تمنح أسواق المال حالياً احتمالاً يقارب 92% لخفض الفائدة في أكتوبر، مقارنة بنسبة 90% في اليوم السابق.
تراجع البيانات الاقتصادية الأمريكية
تشير بيانات الاستطلاعات الأخيرة إلى أن الاقتصاد الأمريكي قد يفقد زخمه. أظهر مؤشر مديري المشتريات الأولي لشركة S&P Global تباطؤ النشاط التجاري العام في سبتمبر، حيث انخفض الرقم المركب إلى 53.6 من 54.6 في أغسطس. وتراجع مؤشر مديري المشتريات الصناعي إلى 52.0 من 53.0، فيما هبط مؤشر الخدمات إلى 53.9 من 54.5، مما يعكس تراجع الطلب في كلا القطاعين.
المخاطر الجيوسياسية تعزز الطلب على الملاذات الآمنة
يستفيد الدولار أيضاً من تدفقات الملاذات الآمنة مع تصاعد المخاطر الجيوسياسية. ففي الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض “جولة قوية جداً من الرسوم الجمركية القوية” على روسيا ما لم تنهي حربها في أوكرانيا. وانتقد ترامب أيضاً اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية، محذراً من أنهم “يمولون الحرب ضد أنفسهم”، وحث الاتحاد الأوروبي على التنسيق مع واشنطن بشأن إجراءات جمركية أشد صرامة.
