ارتفع الجنيه الإسترليني (GBP) يوم الاثنين، منتعشاً من أدنى مستوى له في أسبوعين قرب 1.3500 مقابل الدولار الأمريكي (USD). ويأتي تعافي GBP/USD بعد تراجع استمر ثلاثة أيام مع تراجع الدولار من أعلى مستوياته الأخيرة.
في وقت كتابة هذا التقرير، انخفض مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)—الذي يتتبع أداء الدولار مقابل ست عملات رئيسية—من ذروته الأسبوعية عند 97.80، المسجلة في وقت سابق من اليوم.
جاءت قوة الدولار الأخيرة نتيجة خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (Fed) لأسعار الفائدة يوم الأربعاء الماضي، مع توقع المستثمرين لهذا التحرك مسبقاً إلى حد كبير. ورغم أن انخفاض الفائدة عادة ما يضغط على الدولار، إلا أن لهجة الاحتياطي الفيدرالي الحذرة ساعدت على استقرار الطلب في الجلسات الأخيرة.
الأسبوع الماضي، خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق مستهدف بين 4.00٪ و4.25٪، مشيراً إلى ضعف سوق العمل وإمكانية حدوث خفض آخر واحد على الأقل قبل نهاية العام.
توقعات الاحتياطي الفيدرالي تحت المجهر
التركيز الآن ينصب على خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في مأدبة الغداء للتوقعات الاقتصادية لعام 2025 لغرفة التجارة في جريت بروفيدنس يوم الثلاثاء، حيث سيسعى السوق للحصول على وضوح بشأن مسار السياسة النقدية القادم. كما ستصدر يوم الثلاثاء أرقام مؤشر مديري المشتريات الأولية لشهر سبتمبر من S&P Global، مع توقع أن يظل مؤشر PMI المركب الأمريكي مستقراً عند 54.6.
في الوقت نفسه، من المقرر أن يتحدث عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يوم الاثنين، بما في ذلك العضو الجديد في لجنة السوق المفتوحة فومك ستيفن ميران، الذي اعترض على خفض بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع الأسبوع الماضي.
ملخص يومي لحركة السوق: المخاوف المالية البريطانية تحد من تعافي الجنيه
يأتي تعافي الجنيه في ظل تحديات مالية مستمرة في المملكة المتحدة. وأظهرت البيانات الصادرة يوم الجمعة ارتفاع صافي اقتراض القطاع العام إلى نحو 18 مليار جنيه إسترليني في أغسطس، وهو أعلى بكثير من التوقعات التي كانت عند 12.5 مليار جنيه.
وقد أدى ارتفاع الاقتراض إلى رفع عوائد السندات الطويلة الأجل، حيث بلغت عوائد سندات 30 عاماً نحو 5.57٪ يوم الاثنين. وقد تحد تكاليف الاقتراض المرتفعة من المجال المالي في ميزانية الخريف القادمة المقررة في نوفمبر. كما أن المستثمرين حذرون من أن وزيرة الخزانة راشيل ريفز قد تلجأ إلى زيادة الضرائب لتعويض الالتزامات الإنفاقية المعلنة في يوليو.
على صعيد البيانات، ينتظر السوق صدور مؤشرات مديري المشتريات الأولية لشهر سبتمبر من S&P Global في المملكة المتحدة يوم الثلاثاء. من المتوقع أن ينخفض مؤشر مديري المشتريات للخدمات إلى 53.6 مقابل 54.2 في أغسطس، ما يشير إلى تباطؤ الزخم. بالإضافة إلى ذلك، من المقرر أن يلقي محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي خطاباً الساعة 18:00 بتوقيت غرينتش يوم الاثنين، والذي قد يقدم إشارات جديدة بشأن توقعات السياسة النقدية.
التحليل الفني: GBP/USD لا يزال هابطاً رغم الارتداد
استعاد زوج GBP/USD مستواه قرب 1.3500 يوم الاثنين، لكن الاتجاه قصير الأجل لا يزال هابطاً حيث يتداول الزوج تحت المتوسط المتحرك الأسي لمدة 20 يوماً (EMA)، الذي يقترب حالياً من 1.3524. كما أن حركة السعر تقترب من الحد السفلي للقناة الصاعدة عند حوالي 1.3470.
تشير مؤشرات الزخم إلى ضعف أساسي في السوق. حيث انخفض مؤشر القوة النسبية (RSI) لمدة 14 يوماً إلى ما دون 50. وأي هبوط دون 40 سيشير إلى تجدد الضغط الهبوطي.
على الجانب السفلي، يقع الدعم عند أدنى مستوى في 1 أغسطس عند 1.3140. أما على الجانب العلوي، فيكمن المقاومة عند أعلى مستوى في 1 يوليو قرب 1.3800.
