استضافت ألمانيا هذا الأسبوع واحداً من أكبر معارض السيارات في العالم، لكن في قلب صناعة السيارات الأوروبية، كان صانعو السيارات الكهربائية الصينيون هم الذين خطفوا الأضواء.
في مؤتمر IAA Mobility في ميونخ، تصدرت شركات مثل Xpeng وGAC وLeapmotor المشهد عبر أجنحة ضخمة، مبرزة طموحاتها للاستحواذ على حصة من السوق الأوروبية. يأتي هذا التوسع في وقت تراجعت فيه هيمنة تسلا في المنطقة، فيما تسابق الشركات الأوروبية العريقة لتعويض تأخرها في التحول الكهربائي.
خطط توسع شرسة
أوضح الرئيس التنفيذي لشركة Xpeng، خه شياوبنغ، لشبكة CNBC أن الشركة تخطط لإطلاق سلسلة سياراتها الموجهة للسوق الواسعة Mona في أوروبا عام 2026. ويبدأ سعر هذه السلسلة في الصين بأقل من 17 ألف دولار، ما قد يرفع مستوى المنافسة السعرية إذا طُرحت في أوروبا.
في المقابل، تستهدف GAC تحقيق نمو سريع في المبيعات بالقارة. وقال رئيس GAC International، وي هايغانغ، إن الشركة تهدف إلى بيع نحو 3,000 سيارة في أوروبا هذا العام، والتوسع إلى ما لا يقل عن 50 ألف وحدة بحلول 2027. وستطرح الشركة طرازاتها Aion V وAion UT للمستهلك الأوروبي.
ووفقاً لبيانات Jato Dynamics، فإن حصة العلامات الصينية من سوق السيارات الأوروبية تضاعفت تقريباً في النصف الأول من عام 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتصل إلى أكثر من 5%.
التكنولوجيا والابتكارات في الواجهة
مثل تسلا، تقدم شركات السيارات الكهربائية الصينية نفسها كشركات تكنولوجية أولاً. إذ تأتي سياراتها مزودة بشاشات لمس كبيرة، ومساعدات ذكية، وأحياناً بترف إضافي.
على سبيل المثال، تأتي سيارة Aion V من GAC مع ثلاجة مدمجة ومقاعد تدليك — وهي مزايا تهدف لتمييز الطرازات الصينية عن المنافسين الأوروبيين.
ويؤكد محللون أن الشركات الصينية تستفيد من القدرة على تقديم أسعار مناسبة، وتقنيات بطاريات متقدمة، وحجم إنتاج ضخم، ما يعزز فرص نجاحها في أوروبا.
صانعو السيارات الأوروبيون يردّون
عرضت شركات فولكسفاغن وBMW ومرسيدس قوتها في المعرض عبر أجنحة واسعة ونماذج كهربائية جديدة. غطت مرسيدس المدخل الرئيسي للمعرض بعلامتها التجارية، بينما كشفت BMW عن سيارتها الكهربائية الجديدة iX3 المبنية على بنية حاسوبية مركزية “Superbrain” طُوّرت بالتعاون مع Qualcomm.
كما كشفت رينو عن طرازات كهربائية جديدة، في إطار مساعي الشركات الأوروبية العريقة لمجاراة المنافسة.
لكن خبراء يحذرون من أن التقدم التدريجي لا يكفي. وقالت تامي مادسن، أستاذة في جامعة سانتا كلارا: “الالتزام بالهياكل التقليدية والتدرج في التغيير أبطأ قدرة الشركات الأوروبية على بناء منظومة قوية للسيارات الكهربائية، ما جعلها متأخرة عن منافسين يتحركون بسرعة”.
وبينما تعتمد الشركات الأوروبية على إرثها العريق وحجمها الكبير، يواصل صانعو السيارات الكهربائية الصينيون التقدم بقوة — والمعركة على مستقبل السيارات الكهربائية في أوروبا تزداد سخونة.