فريق التحليل في iXbroker
عام 2025 شهد تطورات غير متوقعة على صعيد الاقتصاد الأمريكي، حيث تصدّر انهيار الدولار الأمريكي عناوين الأخبار وأثار قلق الرئيس دونالد ترامب ومستشاريه في البيت الأبيض. فبينما كانت الإدارة الأمريكية تراهن على قوة الدولار لتدعيم سياساتها التجارية وفرضها على العالم، جاءت الأحداث بعكس التوقعات مع تراجع قيمة العملة الخضراء بشكل ملحوظ، مما فجر نقاشًا داخليًا عن مدى التأثيرات على الاقتصاد الأمريكي ومكانة واشنطن الدولية.
ضعف الدولار: فرصة استراتيجية أم تهديد مباشر؟
مؤشر الدولار الأمريكي (DX=F) انخفض منذ بداية العام بنحو 10%. في العادة، كان من المفترض أن تؤدي الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب إلى تعزيز الدولار، إلا أن المستجدات خيبت توقعات الخبراء. وأشار وزير التجارة، هوارد لوتنيك، في مقابلة حديثة إلى أن ضعف الدولار قد يخفف أثر الرسوم المفروضة ويوفر ميزة زمنية للصادرات الأمريكية من ناحية التنافسية العالمية.
إلا أن زيادة كلفة الواردات تهدد بموجة تضخمية قد تضر المستهلك الأمريكي وتزيد من الضغوط على صناع القرار. وهنا تنقسم آراء فريق الرئيس، إذ يصر ترامب ذاته مرارًا على رفض فكرة “دولار ضعيف” معلنًا أن “ضعف الدولار لن يحدث في عهدي، وقوة العملة صورة من صور مكانتنا العالمية”.
رسائل متضاربة وحالة من عدم اليقين في السوق
بينما يرى بعض مستشاري ترامب أن الدولار لا يزال أعلى من قيمته الحقيقية ويدفعون باتجاه اتفاق شبيه باتفاقيات “مار إيه لاغو” لموازنة السياسة الجمركية وسعر الصرف والسيطرة على التضخم، يعتبر وزير الخزانة سكوت بيسنت هذا التراجع مجرد “دورة طبيعية” وينصح المستثمرين بعدم المبالغة برد الفعل، مع التركيز على ديناميكيات دولار/يورو.
اهتزاز الثقة العالمية بالدولار؟
حذّر المدير التنفيذي لـ JPMorgan جيمي دايمون قائلاً: “إذا فقد الدولار مكانته كعملة موثوقة عالميًا، ستكون العواقب وخيمة على الولايات المتحدة”. من جانبه، يرى إيان بريمر من Eurasia Group أن مكانة الدولار كعملة احتياطية رئيسة لا تزال قائمة، ولكن التحديات تظهر بوادرها، خاصة مع تحركات مجموعة البريكس لتطوير شبكات دفع بديلة خارج بنية SWIFT الغربية.
يرى محللّو SMBC Group أن تدفقات رؤوس الأموال لا تزال تتجه نحو الأصول الأمريكية، ما يترك باب التعافي مفتوحًا. ويرى كبير الاقتصاديين في Apollo Global Management تورستن سلوك أن عودة الدولار القوية ستكون مرهونة بحلحلة الصراعات والحروب التجارية.
وفي ظل ذلك، تواصل الإدارة الأمريكية التأكيد على دور الدولار كعملة عالمية، في مواجهة التهديدات المتزايدة من البريكس.
تحليل iXDeep: تداعيات ضعف الدولار على الأسواق العالمية
لا يقتصر تأثير تراجع الدولار على السياسة، بل يمتد تأثيره ليشكل فرصة وتحديًا كبيرًا للمتداولين في أسواق الفوركس والعملات الرقمية على مدار عام 2025.
سوق الفوركس:
هبوط الدولار عزز من تقلب الأزواج الرئيسية (EUR/USD, GBP/USD, USD/JPY)، ورفع من وتيرة النشاط المضاربي، كما أدى لتقوية تنافسية الصادرات الأمريكية وارتفاع تكلفة الواردات. كل ذلك قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي لإعادة النظر في سياسته للفائدة، ما ينذر بتقلبات عنيفة على المدى القصير.
سوق العملات الرقمية:
في ظل فقدان الثقة بالعملات الحكومية، يتألق البيتكوين والإيثريوم كملاذات رقمية أكثر أمنًا. ومع تزايد قلق المستثمرين من الدولار، يتسارع تدفق السيولة إلى هذه العملات، ما يعزز مكانتها بين كبار اللاعبين والمؤسسات المالية.
مزاج الأسواق العالمي:
عادة ما ينعكس ضعف الدولار على أسواق الأسهم والسندات والسلع عالميًا، حيث يتجه كثير من المستثمرين نحو الذهب أو الأصول الرقمية بحثًا عن تحوط من الصدمات الاقتصادية الكلية.
