تقرير خاص لـ iXbroker
رغم تصاعد التحذيرات حول تباطؤ النشاط الاقتصادي، وتراكم الديون على الأسر، وتراجع بعض مؤشرات التفاؤل، تؤكد أحدث البيانات أن المستهلك الأمريكي لا زال يلعب دور المحرك الحقيقي للاقتصاد الأمريكي، ويقاوم علامات التباطؤ المتزايدة.
سجلت مبيعات التجزئة في يونيو ارتفاعاً قدره 0.6% لتبلغ 720 مليار دولار — وهو ناتج اقترب من أعلى مستوياته التاريخية، حسب بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي. هذه القوة في الإنفاق، التي تمثل ما يقرب من 70% من إجمالي الناتج المحلي للولايات المتحدة، ترسخ مكانة المستهلك كمحصن أول للاقتصاد أمام الرياح المعاكسة.
البنوك الأمريكية: التفاؤل الحذر تجاه المستهلك
عملاقة وول ستريت — جي بي مورغان تشايس، سيتي جروب، بنك أوف أمريكا، ويلز فارجو — أجمعوا في تقارير نتائجهم الفصلية على أمر واحد:
“نشاط المستهلكين ما زال قوياً بشكل عام”، يؤكد جيريمي بارنوم، المدير المالي لجى بي مورغان. فحتى في ظل بعض الضغوط على الأسر منخفضة الدخل، يظل سوق العمل عامل التوازن الرئيسي. فمعدل البطالة المستقر عند 4.1% لا يوحي بقرب ركود فعلي.
بدوره يؤكد مارك ميسون (سيتي جروب): “الصحة المالية لعملائنا لا تزال ممتازة”. ورغم ذلك يخيم بعض الحذر بسبب الرسوم الجمركية الجديدة وتصاعد المخاطر التجارية.
حقائق ملحوظة:
- ارتفعت نفقات حاملي بطاقات جي بي مورغان في الربع الثاني بنسبة 7% سنوياً
- نمو محفظة بطاقات سيتي جروب بنسبة 4%
- وتيرة مشابهة (4–8%) في بنك أوف أمريكا ويلز فارجو
وفي كلمات برايان موينيهان (بنك أوف أمريكا):
“المستهلك الأمريكي لا يزال مرناً، سواء في النفقات أو في الأصول.”
التباطؤ ليس مؤشراً على الأزمة
رغم تباطؤ وتيرة النمو في مبيعات التجزئة منذ بداية العام، فإن مؤشرات الاقتصاد الكلي لا تظهر إشارات إنذار. سجل مؤشر أسعار المستهلك في يونيو نمواً 2.7% عن العام الماضي، مع تضخم أساسي بلغ 2.9%. ورغم كونه أعلى من مايو، تظل معدلات التضخم تحت السيطرة.
وصل متوسط سعر البنزين الوطنية إلى 3.16 دولار للجالون — الأدنى منذ ثلاث سنوات. وتراجعت طلبات إعانة البطالة إلى 221 ألف طلب، ما يدل على استمرار سوق عمل قوي.
ووفقاً لمؤشر جامعة ميشيغان في يوليو، تحسنت معنويات المستهلكين، لكنها لا تزال أقل بكثير من مستويات نهاية 2024. والمحصلة: الأسر تواصل الإنفاق بقوة، ولكنها تظل حذرة تجاه المستقبل.
العقارات والصناعة وآفاق 2025
بلغت أسعار الفائدة على الرهن العقاري لمدة ثلاثين عاماً 6.75%، لكن مشاريع البناء وثقة المطورين تثبتت. وارتفع الإنتاج الصناعي في يونيو، بينما تواصل سوق المكاتب التكيف مع الواقع الجديد للعمل عن بُعد.
رغم التهديدات التجارية وسياسة الرسوم الجديدة المحتملة من إدارة ترامب، لا تزال توقعات أرباح الشركات الأمريكية قوية. ومع تباطؤ سوق العمل نسبياً، يتحول الاستهلاك الأسري والاستثمار إلى رافعة النمو لما تبقى من 2025.
iXDeep: تحليل أثر الأسواق
يرصد خبراء iXbroker أهم سيناريوهات التأثير على الفوركس، العملات الرقمية والأسهم:
الفوركس (Forex):
البيانات القوية تدعم الدولار الأمريكي، لكن وتيرة النمو المعتدلة تحد من امكانيات الصعود. من المرجح أن تشهد أزواج الدولار تذبذبات حادة — فالمعطيات الجيدة تصعد بالدولار، لكن أية تهديدات سياسية أو ضعف في ثقة الأسر قد تعكس المسار بسرعة وتزيد التحركات المفاجئة.
العملات الرقمية (Crypto):
الإنفاق القوي والسيطرة على التضخم يقللان الحاجة إلى المجازفات العالية والاستثمار في العملات المشفرة، ما يقيد الطلب حالياً. إلا أن أية صدمات اقتصادية مفاجئة أو قرارات سياسية قد تعيد تقلبات البيتكوين والإيثيريوم إلى الواجهة في لحظات.
الأسهم:
المفارقة بين الإنفاق القوي وتراجع المعنويات يرسم مسارًا قديداً لأرباح الشركات الكبرى، لاسيما قطاعات التجزئة والاستهلاك. ومع تباطؤ عام في الاقتصاد، تبقى نتائج الشركات قادرة على مفاجأة السوق إيجابيًا.
الخلاصة:
الفرصة متاحة الآن أمام عملاء iXbroker لوضع استراتيجيات ذكية تتميز بالمرونة — يجب مراقبة الإشارات الدقيقة في الاقتصاد واتخاذ قرارات مدروسة عبر مختلف الأسواق المالية.