افتتحت العقود الآجلة للمؤشرات الأمريكية الكبرى جلسة الخميس على ارتفاع معتدل مدعومة بموجة تفاؤل من نتائج شركات التكنولوجيا العملاقة وتوقعات بيانات مبيعات التجزئة، بينما يسيطر التوتر السياسي بين دونالد ترامب ورئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول على المشهد. يأتي ذلك بالتزامن مع انتعاش ملحوظ في أسعار النفط، مما يضيف زخماً وحساسية للأسواق العالمية، مع تأثيرات مباشرة على أسواق الفوركس والعملات الرقمية.
نظرة عامة: تفاؤل حذر وأرقام قياسية جديدة
مع بداية جلسة الخميس (حسب توقيت نيويورك):
- عقود داو جونز الآجلة: تميل للارتفاع الطفيف.
- عقود S&P 500 الآجلة: تصعد بنحو 0.1%.
- عقود ناسداك الآجلة: تقفز بنسبة 0.3%، مستمرة في تسجيل قمم قياسية جديدة.
هذه الأجواء الإيجابية تعود أساساً إلى النتائج القوية للشركات الكبرى، واستمرار الإنفاق الاستهلاكي الأمريكي رغم القلق من التضخم والمخاطر السياسية.
ترامب ضد باول: تصاعد المخاطر السياسية
العنوان الرئيسي المهيمن على السوق هو الجدل حول احتمالية تدخّل ترامب لعزل جيروم باول عن رئاسة الاحتياطي الفيدرالي. ورغم تصريحات ترامب لاحقاً بأن ليس لديه هذه النية، إلا أن مجرد التداول الإعلامي للموضوع أثار تقلبات واضحة: الدولار الأميركي شهد تذبذباً ملحوظاً، وعوائد السندات ارتفعت، وشهدت الأصول ذات المخاطر العالية عمليات بيع سريعة قبل أن تتضح الصورة.
تشير بيانات CME Group إلى أن الأسواق تتوقع بالإجماع تقريباً أن تُبقي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير في الاجتماع القادم. لكن الضبابية السياسية ستواصل التأثير على مؤشر الدولار وأزواج رئيسية مثل USD/JPY وEUR/USD حتى الانتخابات القادمة وقرارات المركزي الأمريكي.
مبيعات التجزئة: اختبار لمتانة المستهلك الأمريكي
اليوم تصدر أرقام مبيعات التجزئة لشهر يونيو، ما يُعتبر مقياساً حاسماً لسلامة الاقتصاد الأمريكي. بعد تراجع مفاجئ في الشهر السابق، يتوقع المحللون انتعاشاً معتدلاً هذا الشهر. قوائم نتائج البنوك الكبرى تُظهر أن الإنفاق الاستهلاكي لا يزال قوياً، وهو ما يمنح مزيداً من الدعم للأسهم والعملات والبتكوين.
الأرقام القوية ستعزز ثقة المستثمرين بالنمو وستحد من الحديث عن ركود محتمل، كما أنها قد تعطي دفعة قوية للدولار والعملات المرتبطة بالأسواق الناشئة؛ أما نتائج مخيبة، فقد تُشعل عمليات التحوط واللجوء إلى الملاذات الآمنة.
قطاع التكنولوجيا: أضواء على نتفليكس وTSMC
في دائرة اهتمام المستثمرين، تتصدر شركة نتفليكس (NFLX) بإعلان نتائجها بعد إغلاق جلسة اليوم. أسهم نتفليكس من الأفضل أداء هذا العام، ونتائج الربع الحالي ستحدّد اتجاه قطاع التكنولوجيا بأكمله.
من آسيا، تصدّر TSMC المشهد مع تحقيق أرباح قياسية بلغت زيادة سنوية قدرها 60.7% في الربع الثاني، مدفوعةً بطلب قوي من أبل وإنفيديا في مجال الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات. سعر سهم TSMC قفز بأكثر من 5.6% خلال التعاملات الآسيوية، مشعلاً موجة تفاؤل في قطاع الرقائق عالمياً.
النفط: انتعاش يعيد الثقة لسوق السلع
أسعار النفط سجلت انتعاشاً ملحوظاً بدعم من بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية التي أظهرت انخفاض المخزون بمقدار 3.9 مليون برميل، جنباً إلى جنب مع مؤشرات تعافي في الطلب:
- برنت: +0.39%، عند 68.79 دولاراً
- WTI: +0.47%
هذا التحسن يُعيد الزخم لسهم شركات الطاقة وربما يجدد الضغوط التضخمية.
iXDeep: قراءة متخصصة لتأثيرات الأخبار على الفوركس والعملات الرقمية
تقلبات سياسية (ترامب-باول):
التذبذبات في ملف رئاسة الفيدرالي تدفع الدولار الأمريكي إلى التحرك الحاد، ما يخلق فرصاً ومخاطر لأزواج رئيسية مثل EUR/USD وUSD/JPY والعملات الناشئة، وفقاً لأي تغيير مفاجئ في الخطاب السياسي أو السياسات الفيدرالية.
زخم التكنولوجيا والعملات الرقمية:
أرباح TSMC التاريخية وانتعاش قطاع الذكاء الاصطناعي تُحفّزان تدفقات سيولة إلى عملات رقمية وتقنية مثل (Fetch.AI وBittensor)، بينما البيانات الاستهلاكية القوية تدفع المزيد من المتداولين نحو المخاطر.
أسعار النفط والدولار:
ارتفاع النفط يدعم التوقعات التضخمية ويؤثر على مسارات الدولار والأسهم الناشئة. شكوك أسواق السلع تخلق بيئة ديناميكية أمام متداولي الفوركس والكريبتو.
الخلاصة:
الأسواق في مفترق طرق بين مواصلة القوة في قطاع التكنولوجيا، حفاظ المستهلك الأمريكي على وتيرته، وأجواء سياسية شديدة الخطورة. المتداولون في أسواق العملات والأسهم الرقمية بحاجة لمراقبة بيانات الفيدرالي والتقارير التقنية وحركة الطاقة عن كثب.