استقرار أسعار الذهب وسط تهديدات ترامب الجمركية الجديدة

استقر سعر الذهب قرب 3333 دولاراً مع تأجيل ترامب للرسوم حتى أغسطس وإتاحة فرصة للمفاوضات.

بينما تترقب الأسواق العالمية وضوحاً في السياسات التجارية الأمريكية، حافظ الذهب على استقراره بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة على عدة دول، في وقت أبقى فيه الباب مفتوحاً أمام مفاوضات إضافية.

استقرت أسعار الذهب يوم الثلاثاء، حيث يقوم المستثمرون بتقييم تداعيات إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية الجديدة. فرغم فرض رسوم على عدد من الشركاء التجاريين الرئيسيين، أبدى ترامب استعداداً للاستمرار في الحوار، وهو ما يمكن أن يؤثر بشكل كبير على توجهات الأسواق.

ووفقاً لبيانات “بلومبرغ”، فقد استقر سعر الذهب الفوري عند 3333.20 دولاراً للأونصة خلال الجلسة الصباحية في سنغافورة. كما تراجع مؤشر بلومبرغ للدولار بنسبة 0.2%، بعد ارتفاع بنسبة 0.5% يوم الاثنين. من ناحية أخرى، شهدت أسعار الفضة ارتفاعاً طفيفاً، كما سجل كل من البلاديوم والبلاتين مكاسب إضافية.

تصعيد جديد في السياسات التجارية لترامب

واصل ترامب نهجه الحمائي، حيث هدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على اليابان وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى رفع الرسوم على عدد من الدول الأخرى، بما فيها جنوب إفريقيا وتايلاند. إلا أن البيت الأبيض قرر تأجيل تنفيذ الرسوم الجديدة حتى الأول من أغسطس، مما يمنح الدول المعنية ثلاثة أسابيع إضافية للتوصل إلى اتفاقات تجارية مع الولايات المتحدة.

الذهب يتمسك بقيمته في ظل حالة عدم اليقين العالمية

شهد الذهب خلال عام 2025 ارتفاعاً ملحوظاً، مسجلاً رقماً قياسياً في شهر أبريل. ويرجع هذا الأداء إلى تزايد التوترات الجيوسياسية وعدم اليقين الاقتصادي، مما عزز من الإقبال على الذهب باعتباره ملاذاً آمناً.

كما دعمت مشتريات البنوك المركزية هذا الاتجاه، ولا سيما من جانب الصين، التي أعلنت هذا الأسبوع عن زيادة جديدة في احتياطياتها الرسمية من الذهب. ويعكس هذا التوجه رغبة الدول في تقليل اعتمادها على الدولار وتنويع أصولها الاحتياطية.

التوقعات: التوترات التجارية عامل حاسم

في ظل غياب حلول نهائية للمفاوضات الجارية، تترقب الأسواق الخطوات التالية للولايات المتحدة على الساحة التجارية. وفي حال فشل المفاوضات، قد تُفرض رسوم إضافية، مما سيزيد من جاذبية الذهب لدى المستثمرين الباحثين عن الأمان.

ويُرجح خبراء أن يؤدي تصاعد التوترات إلى اختراق الذهب لمستويات مقاومة جديدة خلال الأشهر القادمة، خصوصاً مع التأثر المحتمل بأداء الدولار الأمريكي، وسياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي، والتطورات الاقتصادية في آسيا.

خاتمة

أدى قرار ترامب بتأجيل تنفيذ الرسوم الجمركية حتى أغسطس إلى توفير بعض الهدوء المؤقت في الأسواق، إلا أن حالة عدم اليقين بشأن مستقبل العلاقات التجارية الدولية ما زالت قائمة. وفي هذا الإطار، يواصل الذهب أداءه القوي كأصل آمن، ومن المرجّح أن يشهد مزيداً من الإقبال خلال الأسابيع المقبلة.